كولومبيا

تظل كولومبيا من أخطر بلدان القارة بالنسبة للفاعلين الإعلاميين. ذلك أن تغطية قضايا من قبيل النظام العام، والنزاعات المسلحة، والفساد والتواطؤ بين بعض المسؤولين السياسيين والجماعات المسلحة غير القانونية، فضلاً عن القضايا البيئية، يقابلها الضغط والترهيب والعنف بشكل منهجي. وفي هذا السياق، يتعرض الصحفيون الكولومبيون لتهديدات مستمرة من العصابات شبه العسكرية التي تُعمل في تجارة المخدرات، حيث تطالهم بشكل منتظم الاعتداءات والتهديدات بالقتل وعمليات الاختطاف، مع الأخذ بأن الجماعات المسلحة، مثل جيش التحرير الوطني أو المنشقين عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية، تسعى بشتى الوسائل والسُبل إلى إسكات وسائل الإعلام البديلة أو المجتمعية التي تنجز تحقيقات صحفية حول أنشطتها، التي تكشف بدورها عن بؤر سوداء حقيقية وتُظهرها بصورة جلية على المستوى الإعلامي خاصةً في المناطق الريفية والمناطق الحدودية مع فنزويلا والإكوادور. كما أن هناك صلات وثيقة بين وسائل الإعلام والإمبراطوريات الاقتصادية والطبقة السياسية في كولومبيا، مما يهدد استقلاليتها التحريرية ويعزز الرقابة الذاتية في أوساط صحفييها. فمنذ تنصيب الرئيس المحافظ، إيفان دوكي، في أغسطس/آب الماضي، تم استهداف العديد من وسائل الإعلام والصحفيين الذين نددوا بتورط بعض أعضاء الحكومة في فضائح احتيال وفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث تعرضوا لشتى أنواع التخويف والمضايقات وعمليات التجسس، بالإضافة إلى الضغوط القضائية.