أفغانستان


بينما تعززت آمال التهدئة بفضل مفاوضات السلام التي بدأت في سبتمبر/أيلول 2020 بين طالبان والحكومة الأفغانية، ازدادت وتيرة العنف ضد الصحفيين ووسائل الإعلام بشكل خاص في البلاد. فمنذ بداية 2020، طالت الاغتيالات المستهدفة ستة صحفيين ومعاونين إعلاميين في الإجمال، مما يعني أن السلام النهائي في أفغانستان لا يزال بعيد المنال، لا سيما أن المكاسب التي تضمن حرية الإعلام وحماية الصحفيين، منذ 20 عاماً، لا تزال مهددة. وجاء وباء كوفيد-19 ليؤجج الوضع المزري، حيث أودى فيروس كورونا بحياة سبعة صحفيين على الأقل، ناهيك عما خلفته هذه الأزمة الصحية من مشاكل اقتصادية تجبر العديد من وسائل الإعلام على الاستغناء عن خدمات بعض الصحفيين والمعاونين أو اللجوء إلى الاقتطاع من رواتب الموظفين دون تخفيض ساعات عملهم، علماً أن مثل هذه الإجراءات المجحفة غالباً ما تطال الصحفيات بالأساس.

لكن في المقابل، عُززت الإجراءات التي اتخذتها حكومة الوحدة الوطنية ولجنة التنسيق لسلامة الصحفيين ووسائل الإعلام من أجل حرية الصحافة. ورغم ما يُظهرنه من صمود ومقاومة، فإن الصحفيات يُستهدَفن بشكل خاص في هذا البلد حيث تتفشى الدعاية الأصولية في العديد من المناطق. ومع تكثيف الجهود من أجل إحلال السلام في أفغانستان، زادت المخاوف إزاء التضحية بالحريات الأساسية، وخاصة في أوساط النساء الفاعلات في الحقل الإعلامي. وفي هذا الصدد، أطلق مركز حماية الصحفيات الأفغانيات، بدعم من منظمة "مراسلون بلا حدود"، عدة حملات لحماية حقوق الصحفيات كشرط مسبق لبناء سلام دائم في البلاد.