روسيا البيضاء

تعيش الساحة البيلاروسية على وقع التهديدات وأعمال العنف والاعتقالات الجماعية التي تطال الصحفيين والمدونين الناقدين، ناهيك عن حجب أبرز المواقع الإخبارية وفرض الرقابة على الصحافة المكتوبة وتشديد الإجراءات الرامية إلى تقييد الوصول إلى المعلومات أكثر فأكثر، مما يجعلها أخطر دولة على الصحفيين في أوروبا. فمنذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، والتي جرت في 9 أغسطس/آب 2020، لم تدخر الشرطة أي جهد في ملاحقة وسائل الإعلام المستقلة النادرة، في محاولة لمنع تغطية الحراك الاحتجاجي. وتأتي هذه المضايقات الجديدة لتُضاف إلى الضغوط التي تطال المنابر الإعلامية الحرة منذ سنوات، والتي غالباً ما تجبرها على مغادرة البلاد لمواصلة نشاطها من المنفى، ناهيك عن الغرامات التي تُفرض عليها من كل حدب وصوب، علماً أن القمع لم يصل أبداً إلى مثل هذه المستويات؛ ذلك أن أحكام السجن باتت أطول من السابق والملاحقات القضائية وعمليات التفتيش آخذة في التزايد. ورغم هذه المخاطر، ومع تزايد الدعاية الإعلامية الحكومية، يواصل الصحفيون الشجعان الإخبار عن حقيقة التغييرات الجارية في البلاد.