وبأي حال تحلين يا ذكرى

عام على اعتقال المدوّن المصري كريم عامر

بدأ الأمر بكبش فداء وهو كريم عامر. إلا أن النظام آثر إلا أن يجعله عبرة للباقين. فأجبر عدداً من المدونين على إغلاق مدوناتهم أو حذف بوستات محددة منها (...). أطلقت الشائعات على بعض المدونين من قبيل التحول إلى المسيحية أو الشذوذ الجنسي أو وجود سجل إجرامي وأجبروا على عدم المشاركة أو تنظيم أي فعاليات بالقبض عليهم واعتقالهم مدد قد تصل إلى الشهرين (...).
بدأ الأمر بكبش فداء وهو كريم عامر. إلا أن النظام آثر إلا أن يجعله عبرة للباقين. فأجبر عدداً من المدونين على إغلاق مدوناتهم أو حذف بوستات محددة منها (...). أطلقت الشائعات على بعض المدونين من قبيل التحول إلى المسيحية أو الشذوذ الجنسي أو وجود سجل إجرامي وأجبروا على عدم المشاركة أو تنظيم أي فعاليات بالقبض عليهم واعتقالهم مدد قد تصل إلى الشهرين (...). أدت ظاهرة التدوين إلى رفع سقف الحريات في الصحافة المطبوعة والإعلام التقليدي عامة بطرقها للمحظور من المواضيع وكشفها للمشين من الأحداث. حرص الصحافي المستقل والمدوّن وائل عباس على إيصال هذا النص إلى مراسلون بلا حدود وقد صدر أمر بالقبض عليه إثر نشره صوراً على مدونته (http://misrdigital.blogspirit.com/) التقطها في خلال تظاهرة نظمت في ربيع العام 2006 وهي تسلط الضوء على عناصر من القوى الأمنية يمزّقون العلم المصري. وفي كانون الثاني/يناير 2007، أقدم كما غيره على نشر تسجيلات تظهر التعذيب الذي يتعرّض له المواطنون في أقسام الشرطة. وقد استخدمت هذه الصور كأدلة للحكم على أحد الضباط بالسجن لمدة ثلاثة أعوام. إن مراسلون بلا حدود تدين بشدة موقف السلطات المصرية حيال المدوّنين وتكرر مطالبتها بالإفراج عن كريم عامر. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: لا يجوز أن يتحوّل كريم عامر إلى رمز للقمع في عالم التدوين المصري، وإنما يجدر به أن يتابع التدوين حول الوضع السائد في بلاده. فقد تعرّض للتوقيف ومن ثم الإدانة بالسجن لمدة أربعة أعوام لنشره مجرّد تعليق على مدوّنته. لذا، نطالب بالإفراج الفوري عنه وندعو متصفّحي الإنترنت إلى مساندة ندائنا هذا ليلقى نضال المدوّنين المصريين آذاناً صاغية. في 22 شباط/فبراير 2007، حكم على طالب الحقوق عبد الكريم نبيل سليمان (المشهور بكريم عامر) بالسجن لمدة أربعة أعوام، ثلاثة منها بتهمة التحريض على كراهية الإسلام وواحدة بتهمة إهانة رئيس الجمهورية. وقد احتجز في سجن برج العرب الواقع على بعد 40 كلم من الاسكندرية حيث يتعرّض لسوء المعاملة. وفي الرسائل التي استلمها محاموه منه، ذكر سجنه في زنزانة انفرادية لمدة عشرة أيام وخضوعه للتعذيب الجسدي الذي أغفله طبيب السجن بتعديله ملفه الطبي. الواقع أن كريم عامر اعتقل للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2005 لنشره مقالات مناهضة للدين على مدونته (www.karam903.blogspot.com)، وقضى 18 يوماً في السجن فيما صودر قرصه الصلب. إلا أنه لم توجه إليه أي تهمة في ذلك الوقت. وفي أواخر العام 2006، تعرّض مجدداً للاعتقال لنشره بعض الأقوال المهينة على مدونته، فمثل بعد أربعة أشهر أمام محكمة محرم بك في الاسكندرية. وفي خلال الجلسة الثانية من محاكمته هذه بتاريخ الأول من شباط/فبراير 2007، اتهمه المحامي محمد داوود بالكفر مطالباً بإنزال أشد العقوبة بمن أهان الله والرسول والقرآن. قبل إدانته، كان كريم عامر يشارك بانتظام في منتديات نقاش على المواقع الإلكترونية شأن www.rezgar.com. وكان يأمل إنشاء منظمة غير حكومية تعنى بحماية حقوق الإنسان ولا سيما النساء المسلمات من كل أشكال التمييز والعنف لدى انتهائه من دراسته. وفي الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2007، حاز على جائزة مراسلون بلا حدود / مؤسسة فرنسا لفئة الإنترنت. في 22 كانون الثاني/يناير 2007، وجهت مراسلون بلا حدود كتاباً إلى وزير العدل المصري طالبته فيها بالتدخل لصالح كريم عامر كما ناشدت الأمم المتحدة بأن ترفض منح مصر حق تنظيم منتدى إدارة الإنترنت المرتقب في العام 2009. إلا أن مطالبة المنظمة بقيت حبراً على ورق والمنتدى سيعقد في مصر.
Publié le
Updated on 18.12.2017