منظمات المافيا الإجرامية


ليس التجّار والمتعهدون والقضاة الإيطاليون الضحايا الوحيدين للمافيات الإيطالية شأن كوزا نوسترا، ولا كامورا، ولا ندرانغيتا، وساكرا كورونا أونيتا، فلا يمكن للصحافيين والكتّاب الإيطاليين أن ينجوا من مخالب هذه المنظمات الإرهابية بمجرّد أن يفضحوا أعمالها، وهذا ما أجبر روبرتو سافيانو، صاحب كتاب غومورا، على العيش تحت مراقبة الشرطة المستمرة، و هناك ما يقارب عشرة صحافيين يعملون في ظل حماية الشرطة فيما تعدّ التهديدات والرسائل المجهولة الهوية والإطارات المثقوبة والسيارات المحروقة بالمئات، وقد خضع كل الصحافيين الذين يكتبون حول هذه المافيات للمراقبة في لحظة أو في أخرى، ويستفيد مراسل وكالة أنسا للأنباء في باليرمو (صقلية) وصاحب كتاب المتواطئون ليريو أبات البالغ 38 سنة من العمر من حماية الشرطة الدائمة. وينطبق الوضع نفسه منذ آذار/مارس 2008 على روزاريا كاباشيوني. فمنذ أكثر من عشرين عاماً، تفضح هذه الصحافية البالغة 48 سنة من العمر والمتعاونة مع إيل ماتينو Il Mattino (الجريدة الرئيسة في نابولي) جرائم لا كامورا فيما تبحث عصابة كازاليزي عنها على غرار روبرتو سافيانو. والجدير بالذكر أن عمل هؤلاء الكتّاب والصحافيين - بكل المخاطر المنوطة به - لا يحظى بدعم رئيس الدولة. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2009، هدد سيلفيو برلوسكوني بـخنق مؤلفي الأفلام والكتب حول المافيا الذين يعطون برأيه صورة سيئة عن إيطاليا.
Publié le
Updated on 18.12.2017