مقتل أكرم رسلان تحت التعذيب في السجون السورية

تلقت مراسلون بلا حدود بصدمة كبيرة نبأ وفاة رسام الكاريكاتير السوري الشهير أكرم رسلان داخل السجن، حيث من المرجح أن يكون قد فارق الحياة جرَّاء التعذيب في عام 2013، بعد أشهر قليلة من اعتقاله. تؤكد المعلومات التي حصلت عليها مراسلون بلا حدود وفاة رسام الكاريكاتير السوري أكرم رسلان، بعدما عجَّت شبكة الإنترنت في الأيام الأخيرة بأنباء عن مقتله، حيث وقع الصحفي السوري ضحية لممارسات وحشية في السجن على أيدي قوات الأمن السورية خلال عام 2013. ووفقاً للشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير (كرني)، حُوكم رسلان سراً أمام محكمة مكافحة الإرهاب في يوليو\\تموز 2013، دون دفاع أو شهود، قبل فترة وجيزة من وفاته. وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط والمغرب العربي في منظمة مراسلون بلا حدود، إن وفاة أكرم رسلان - جرّاء تعرضه للتعذيب على أيدي جلاوزة النظام - تعكس حقيقة الجحيم الذي يعيشه الصحفيون في سوريا منذ ما يزيد عن أربع سنوات، مذكرة بأن الإعلاميين، المحترفين منهم والهواة، باتوا مستهدفين من قبل مختلف أطراف الصراع، حيث يعانون من إرهاب الجماعات الإسلامية المتطرفة ومن قمع نظام بشار الأسد الدموي، مؤكدة في الوقت ذاته أن منظمة مراسلون بلا حدود تكرِّر دعوتها إلى الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن للجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية بهدف وضع حد للإفلات من العقاب في سوريا. فبعد تدهور حالته الصحية من شدة سوء المعاملة التي تعرض لها في السجن عام 2013، نُقل أكرم رسلان إلى المستشفى حيث فارق الحياة متأثراً بجراحه. وقد انتشرت الشائعات حينها بشأن وفاته، لكن دون أن ترِد معلومات تؤكد ذلك. وكانت المخابرات العسكرية قد ألقت القبض على رسام الكاريكاتير السوري يوم 2 أكتوبر\\تشرين الأول 2012 أثناء تواجده في مقر صحيفة الفداء الحكومية بمدينة حماة، علماً أن سبب هذا الاعتقال يرجع إلى رسم ينتقد الرئيس بشار الأسد. ومنذ بداية الانتفاضة الشعبية عام 2011، كان رسلان ينشر رسوماته الداعمة للثورة على مختلف المواقع الإخبارية العربية (مثل الجزيرة والجريدة وغيرها) دون توقيع اسمه، وكذلك على الشبكات الاجتماعية ومدونته الخاصة. ويزخر رصيده بأكثر من 300 رسم كاريكاتيري، علماً أنه كان يُعرف بوقوفه في صف الشعب السوري، حيث أدان من خلال أعماله الفنية الممارسات القمعية التي يلجأ إليها النظام والانتهاكات التي يرتكبها في حق السوريين. وقد منحته الشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير (كرني) جائزة عام 2013 للشجاعة في الرسوم الكاريكاتورية. هذا وتُعتبر سوريا البلد الأكثر خطورة على حياة الصحفيين وسلامتهم من بين بلدان العالم أجمع، حيث قُتل فيها ما لا يقل عن 47 صحفياً و135 صحفياً-مواطناً منذ اندلاع النزاع في مارس\\آذار 2011، بينما لا يزال 30 على الأقل قابعين في سجون النظام وما يزيد عن 29 مراسلاً - من بينهم تسعة أجانب - في عداد المفقودين أو رهائن محتجزين لدى الدولة الإسلامية أو غيرها من الجماعات المتطرفة المسلحة. يُذكر أن سوريا تقبع في المركز 177 عالمياً (من أصل 180 دولة) على جدول تصنيف 2015 لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود مطلع هذا العام.
Publié le
Updated on 16.04.2019