مقالة في مجلة لوموند ديبلوماتيك تزعج السلطات الجزائرية

تطالب منظمة مراسلون بلا حدود السلطات الجزائرية المعنية بتقديم تفسير عن سبب عدم منح الترخيص ببيع عدد أغسطس/آب من مجلة لوموند ديبلوماتيك الشهرية والذي اشتمل على مقالة عن الحرب الأهلية الجزائية في التسعينيات.   ويأتي غياب العدد من منافذ البيع في الجزائر ليحمل في طياته دلائل عن أن يد الرقابة قد طالته. والمقالة التي تحمل عنوان ذاكرة ممنوعة في الجزائر بقلم الكاتب بيير دوام، تستعيد بعضاً من أسوأ فصول ما يُعرف باسم العِقْد الأسود.   عادة ما تحصل جهة التوزيع المحلية للمجلة على إذن لتوزيع كل عدد على منافذ البيع بشكل شهري. إلا أن الجهات المعنية لم تمنح حتى الآن الإذن هذا الشهر دون تقديم أي سبب لذلك.   تواصلتْ منظمة مراسلون بلا حدود مع القائمين على مجلة لوموند ديبلوماتيك في مطلع هذا الأسبوع، وكان تصريحهم هو التالي: لا يمكن الحديث في هذه المرحلة عن (إجراء) رقابيّ. لكن من الصعب تخيّل أن هذا التأخير، غير المعتاد، ليس مرتبطاً بمحتوى عدد شهر أغسطس/آب، الذي يضمّ مقالة عن الحرب الجزائرية التي اندلعت قبل 20 سنة. في حال لم تحصل جهة التوزيع على الإذن المطلوب، فإننا سنجعل إمكانية الوصول للمقالة عبر موقعنا الإلكترونية مجانية.   وقد أصبحت المقالة متاحة بالفعل عبر الموقع الإلكتروني لمجلة لوموند ديبلوماتيك دون أي قيود.   وقد صدر عن منظمة مراسلون بلا حدود التصريح التالي: نحثّ السلطات الجزائرية على تقديم تفسير رسمي لعدم إتاحة بيع عدد شهر أغسطس/آب من مجلة لوموند ديبلوماتيك حتى الآن، وعلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة لضمان توزيعها بشكل اعتيادي في أرجاء البلاد. فالمسار الديمقراطي يتعزز باحترام حرية المعلومات وليس من خلال رفض مواجهة ماضي البلاد، مهما كان مؤلماً.   يُذكر أن المادة 46 من الميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية في الجزائر الصادر سنة 2005 يمنع الإشارة إلى المجازر التي جرت خلال الحرب الأهلية إبان حقبة التسعينيات.   تقبع الجزائر بالمرتبة 134 (من أصل 180 دولة) في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2017.
Publié le
Updated on 18.12.2017