معمّر القذافي

رئيس الدولة وقائد الثورة


قبل بدء التمرّد في شرق البلاد، كانت وسائل الإعلام كلها تقريباً في ليبيا إما رسمية وإما تابعة للنظام، ولا شك في أن السلطات أظهرت في العامين 2007 و2008 بعض بوادر الانفتاح بسماحها بنشوء وسائل إعلام خاصة (تسيطر عليها مؤسسة الغد وصاحبها سيف الإسلام القذافي، أحد أبناء معمر القذافي الثلاثة) وفتح مكاتب لثلاث وكالات أنباء أجنبية في طرابلس الغرب، ولكن تغييراً جذرياً في المسار حدث في العام 2010 مع تأميم وسائل الإعلام التي أنشأتها مؤسسة الغد وبداية حملة الرقابة على الإنترنت الموجهة ضد مواقع المعارضة. ومنذ اندلاع حركة التمرّد في شرق البلاد في شباط/فبراير 2011، أخذ عناصر النظام والقوات الموالية لقائد الثورة يكثّفون الاعتداءات ضد الصحافيين، و في الخطابات التي ألقاها معمر القذافي قبل الهجوم العسكري، لم يتوقف عن التعبير عن حقده على وسائل الإعلام الأجنبية المسؤولة بنظره عن الفوضى من دون أن يتردد عن نعتهم بالكلاب الضالة، و قد أعلنت السلطات في طرابلس الغرب أنها تشبّه الإعلاميين الذين دخلوا البلاد بشكل غير شرعي بمعاوني تنظيم القاعدة، فيمكن إلقاء القبض عليهم في أي لحظة. وتميّزت القوات الموالية بتوقيف عدة صحافيين أجانب دخلوا البلاد بصورة شرعية أو غير شرعية من تونس أو من مصر، و تم إلقاء القبض على أكثر من عشرين محترفاً إعلامياً أجنبياً، و يقدَّر بستة عدد الصحافيين الليبيين المحتجزين منذ بداية النزاع فيما لاقى صحافيان مصرعهما في هذه الفترة أيضاً وهما: مصور قناة الجزيرة القطرية علي حسن الجابر، والصحافي والمدوّن الليبي المعروف باسم مو محمد النبوس بعد أن وقع ضحية رصاصة قنّاص. أما الصحافيون الذين يدعوهم قائد الثورة، فيمنعون من العمل بحرية ذلك أنهم يتعرّضون للتهديد والإهانة بانتظام ولا يستطيعون الخروج عن الطرق التي تفرضها السلطات تحت طائلة دفع الثمن، ويختار الزعيم الليبي معمر القذافي الصحافيين المخوّلين البقاء في طرابلس. حتى أنه لم يتردد في مطلع نيسان/أبريل عن نشر قائمة تتضمن 26 وسيلة إعلام مدعوة هذه المرة إلى مغادرة الأراضي الليبية.
Publié le
Updated on 18.12.2017