مراسلون بلا حدود تندد بالإفلات من العقاب السائد في غزة


منذ بداية السنة، وقع عدة صحافيين ووسائل إعلامية ضحية اعتداءات الجماعات المسلّحة وقوى الأمن الخاضعة لأمرة للسلطة الفلسطينية والقوة التنفيذية التابعة لحركة حماس التي ينتمي رئيس الوزراء اسماعيل هنية إليها. إلا أنه ما من تحقيق قد فتح لتحديد الفاعلين ومعاقبتهم. وفي هذا الإطار من الإفلات التام من العقاب، أقدم رجال مسلّحون في 5 حزيران/يونيو 2007 على الاعتداء على مقر وكالة الصحافة المستقلة بالميديا في مدينة غزة التي باتت مركزاً لأعمال العنف الممارسة ضد العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي في الأراضي الفلسطينية. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: يدفع الجسم الصحافي بأسره اليوم ثمن غياب الاستقرار في الأراضي الفلسطينية نتيجة للمواجهات القائمة بين حركتي حماس وفتح. والواقع أن الجرائم والجنح المرتكبة بحق الصحافيين في غزة تفلت تماماً من العقاب، مما يعني أن السلطات الفلسطينية عاجزة عن فرض النظام في قطاع غزة من جهة، وأن أجهزتها الأمنية متورّطة في اعتداءات ضد الصحافة من جهة أخرى. في 5 حزيران/يونيو 2007، اقتحم حوالى عشرين مسلحاً مقر وكالة الصحافة المستقلة بالميديا وأطلقوا النيران في الهواء فيما كان عدة صحافيين لا يزالون متواجدين في قسم التحرير. وفي غضون 25 دقيقة، تمكّن المعتدون من أخذ مجمل معدّات العمل (أجهزة الكمبيوتر، الهاتف المركزي، أجهزة الإرسال...) دونما أن يشعروا بأي انزعاج. ويقع مقر الوكالة على بعد 50 متراً من الأمانة العامة للسلطة الفلسطينية وحوالى 500 متر من القصر الرئاسي. أحصت مراسلون بلا حدود 15 اعتداء على العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي في مدينة غزة منذ بداية العام 2007. وفي 13 أيار/مايو، لاقى صحافيان حتفهما بالقرب من مقر حركة فتح هما سليمان العشي ومحمد مطر عبدو العاملين في صحيفة فلسطين المقرّبة من حركة حماس. فضلاً عن ذلك، تعرّض ثلاثة صحافيين للاختطاف أحدهم مراسل هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية بي بي سي ألان جونستون الذي لا يزال في قبضة خاطفيه. كذلك، تم الاعتداء على ثماني مؤسسات إعلامية على الأقل. ففي شباط/فبراير، اقتحم عناصر من كتائب القسّام، الجناح المسلّح لحركة حماس، وعناصر من القوة التنفيذية التابعة للحكومة مقر إذاعة العمل في غزة ودمّروا معدّاتها وهوائياتها.
Publié le
Updated on 18.12.2017