مراسلون بلا حدود تطالب بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين في مصر

مع انطلاق محاكمة شوكان والصحفيين المتابعين في القضية المعروفة إعلامياً باسم غرفة عمليات رابعة، تُجدد مراسلون بلا حدود دعوتها إلى السلطات المصرية لحثها على الإفراج فوراً ودون قيد أو شرط عن كل هؤلاء الإعلاميين الذين اعتقلوا لمجرد ممارسة عملهم الصحفي. سيمثل المصور الصحفي محمود أبو زيد، المعروف باسمه المستعار شوكان، أمام المحكمة يوم السبت 6 فبراير\\شباط، بعدما أُجلت محاكمته في ديسمبر\\كانون الأول الماضي، ومعه أكثر من 700 متهم، من بينهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين. ويقضي هذا الإعلامي المصري المستقل واحدة من أطول فترات الاحتجاز الاحتياطي في تاريخ البلاد، حيث ظل رهن الاعتقال في انتظار المحاكمة لأكثر من 900 يوم، وذلك في تعارض تام مع أحكام الدستور والقانون المصريَين. فقد أُلقي عليه القبض في 14 أغسطس\\آب 2013  أثناء تغطية المظاهرات التي شهدها ميدان رابعة العدوية يومها، وذلك في إطار عمله مع وكالتي ديموتكس و كوربيس للأخبار. هذا وستتواصل سلسلة المتابعات القضائية يوم الاثنين 8 فبراير\\شباط بإعادة فتح القضية المعروفة باسم غرفة عمليات رابعة، والتي حُكم فيها على عدد من الصحفيين بالسجن المؤبد في أبريل\\نيسان 2015. وتعرب مراسلون بلا حدود عن دعمها لستة من هؤلاء الصحفيين، في حين مازالت لم تثبت رسمياً أية صلة بين ممارسة العمل الإعلامي واحتجاز ثمانية آخرين. وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، إن أي شكل من أشكال انتقاد النظام في مصر يواجَه بقمع منهجي من قبل السلطات، مؤكدة أن الصحفيين هم من يدفعون الثمن، مضيفة في الوقت ذاته أن منظمة مراسلون بلا حدود تطالب السلطات بالإفراج عن الصحفيين المسجونين والمتابعين بتهم خطيرة في محاكمات سياسية جماعية، حيث يتعارض اعتقالهم ومحاكمتهم بشكل صارخ مع المعايير الدولية والوطنية. ويُتهم شوكان بالقتل ومحاولة الاغتيال والانتماء لجماعة محظورة (الإخوان المسلمين)، مما يعني أنه قد يواجه عقوبة السجن المؤبد أو ربما حتى الإعدام، علماً أنه يعاني من الإنهاك النفسي كما يئن تحت وطأة مرض التهاب الكبد، حيث تزداد حالته الصحية سوءاً بشكل مضطرد بسبب عدم تلقي الرعاية الطبية اللازمة من جهة، وظروف الاعتقال المريعة من جهة أخرى. أما الصحفيون الذي سيحاكمون يوم الاثنين إلى جانب عدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فإنهم متهمون بنشر أخبار كاذبة والتحريض على العنف والسعي إلى إشاعة الفوضى من خلال المساهمة في إنشاء غرفة عمليات لتنسيق هجمات ضد الحكومة في شهر أغسطس\\آب 2013 خلال المظاهرات المؤيدة للرئيس مرسي ​​بميدان رابعة العدوية في القاهرة، علماً أنهم أُدينوا بالسجن مدى الحياة في أبريل\\نيسان الماضي. وتُعتبر مجزرة رابعة العدوية - التي وقعت في أغسطس\\آب 2013 - من أعنف الأحداث الدامية في تاريخ البلاد، حيث شهدت مقتل ثلاثة صحفيين أثناء تأدية واجبهم المهني عندما تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين المؤيدين للرئيس مرسي. يُذكر أن مصر تقبع في المرتبة 158 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود خلال عام 2015. كما تُعد من أكبر السجون بالنسبة للصحفيين، بعد كل من الصين وإريتريا وإيران، حيث يقبع حالياً ما لا يقل عن 23 صحفياً وراء القضبان
Publié le
Updated on 16.04.2019