مراسلون بلا حدود تشجب مقتل صحفي في كردستان العراق
تدين مراسلون بلا حدود بشدة اغتيال كاوه كارمیانی، رئيس تحرير مجلة رويال ومراسل صحيفة آوينة، يوم 5 ديسمبر\\كانون الأول 2013 في كلار (140 كم جنوب السليمانية)، حيث لقي مصرعه جراء إصابته بالرصاص في هجوم مسلح وقع حوالي الساعة التاسعة ليلاً ، علماً أن القتلة لاذوا بالفرار.
وذكرت مراسلون بلا حدود في بيان لها إننا نشعر بحزن عميق على اغتيال كاوه كارمیانی. نود أن نقدم تعازينا القلبية لأسرته وزملائه. لقد اشتهر الصحفي المغتال بمهنيته وتحقيقاته في الفساد والمحسوبية بكردستان العراق. وقد تلقى العديد من التهديدات جراء ذلك، علماً أنه نبَّه سلطات المنطقة بشأن ذلك أكثر من مرة. لقد كان من الممكن الحيلولة دون وقوع هذه الجريمة لو كانت السلطات المحلية المعنية قد اتخذت التدابير اللازمة لضمان حمايته.
وتابعت المنظمة: نحن قلقون للغاية بشأن المناخ الحالي الذي يطغى عليه انعدام الأمن بشكل كبير في كردستان العراق، وفي شتى أنحاء البلاد بشكل عام، حيث يعاني الصحفيون كثيراً جراء ذلك. ونعرب أيضاً عن قلقنا إزاء إفلات المعتدين والقتلة من العقاب. كما نحث السلطات المحلية والوطنية على وضع التدابير المناسبة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عمل الصحفيين المحترفين وأداء واجباتهم دون الخوف على سلامتهم وحياتهم. هذا ويتعين على سلطات إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد إجراء تحقيق شامل في عمليات القتل لكشف الجهات التي تستهدف الصحفيين.
وفقا للمعلومات المتوفرة، تلقى كاوه كارمیانی تهديدات منذ عدة سنوات في أعقاب كشفه العديد من فضائح الفساد داخل المؤسسات الكردية، حيث رفع في مناسبات كثيرة دعاوى قضائية ضد الجهات التي تقف وراء تلك التهديدات.
ولغرابة الصدف، في 3 ديسمبر\\كانون الأول الماضي، أي قبل 48 ساعة على اغتيال كاوه كارمیانی، تجمع عدد من الصحفيين الأكراد وممثلي المجتمع المدني في السليمانية لحث السلطات المحلية والوطنية على اعتماد تشريعات تضمن حرية الصحافة واتخاذ تدابير فعلية لحماية الإعلاميين ووضع حد للإفلات من العقاب.
يُذكر أن كاوه كارمیانی هو ثالث صحفي يُقتل في كردستان العراق منذ عام 2008. ففي يوليو\\تموز 2008، اغتيل سوران ماما حمه،مدير مكتب مجلة ليفين في كركوك، بسبب كتاباته الصحفية. وبعد عامين، في 4 مايو\\أيار 2010، اختُطف في أربيل الصحفي المستقل سردشت عثمان ، حيث عُثر على جثته بعد يومين في الموصل. وحتى يومنا هذا، لا يزال القتلة دون عقاب، حيث اكتفت السلطات فتح تحقيقات أشبه ما تكون بالوهمية.