مراسلون بلا حدود تستنكر المذبحة التي يتعرض لها الصحفيون في العراق
عبّرت منظمة مراسلون بلا حدود عن استنكارها الشديد لمقتل خمسة صحفيين في هجوم انتحاري صبيحة يوم الإثنين 23 ديسمبر/كانون الأول استهدف مقر قناة صلاح الدين المحلية، والتي توجد في تكريت شمال بغداد.
وكان أربعة رجال قد هاجموا مقر قناة صلاح الدين، التي تُعتبر أهم قناة في المحافظة التي تحمل نفس الاسم، تمكن اثنين منهم من تفجير الشحنات الناسفة التي كانا يحملانها، بينما قُتل رفيقاهما على يد قوات الأمن قبل أن يتمكنا من تفجير شحناتهما. وقد تسبب الانفجار في مقتل كل من رئيس قسم الأخبار رعد ياسين البدي، المنتج جمال عبد الناصر، المصحح اللغوي أحمد خطاب، المقدمة وسن العزاوي، ومسؤول الأرشيف في القناة محمد عبد الحميد، إضافة إلى جرح أربعة موظفين آخرين يعملون بالقناة.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود في بيانها: إننا نتوجه بأحر تعازينا إلى أسر هؤلاء الصحفيين وإلى زملائهم. ونحن نطالب السلطات بفتح تحقيق مستقل لتسليط الضوء على الظروف الحقيقية لهذه العملية وتقديم مرتكبيها وآمريهم أمام العدالة. فلا يمكن أن يبقى هذا الفعل الشنيع بدون عقاب.
وأضافت المنظمة في بيانها: إن هذا الهجوم الذي صدمنا بطابعه المتطرف والمستهدِف [للصحفيين] يُعتبر للأسف دليلاً واضحاً على تدهور الأوضاع الأمنية التي يعمل في إطارها المهنيون الإعلاميون. فقد أصبح هؤلاء مؤخراً يُستهدَفون بسبب أنشطتهم المهنية، بينما يتوجب على السلطات العراقية السماح لهم بمزاولة مهامهم بكل أمان، ودون أن يخشوا على حياتهم وأمنهم.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد وجّهت رسالة بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول إلى السلطات العراقية بشأن وضعية حرية الصحافة والإعلام في البلاد والأجواء الأمنية المتدهورة التي يُضطر الصحفيون للعمل فيها. وهي اليوم تنشر هذه الرسالة على العموم، آملة أن تتخذ السلطات المختصة كافة التدابير الضرورية لوضع حدّ لهذه الهجمات.
وبالفعل، فإن الصحفيين والإعلاميين قد أصبحوا مستهدفين بهجمات، تصل حد التصفية الجسدية، وغالباً ما يبقى مرتكبو تلك الهجمات وآمريهم مجهولي الهوية. ففي غضون ثلاثة أشهر، قُتِل ما لا يقل عن 12 صحفياً، بينما تعرّض كثيرون للتهديد. وحتى اليوم، لم تتخذ السلطات العراقية الإجراءات الضرورية لضمان حماية الصحفيين، ولم تشرع حتى في إنجاز تحقيقات جدية ترمي إلى معاقبة الجناة وآمريهم على هذه الجرائم الشنيعة.