مراسلون بلا حدود تدين استيلاء الحوثيين على مؤسسات إعلامية في صنعاء

وسط سياق سياسي وأمني متوتر للغاية منذ أكثر من شهر في اليمن، شن المتمردون الحوثيون هجوماً لمدة ثلاثة أيام على مبنى التلفزيون الحكومي. ووصلت الأزمة إلى مستوى غير مسبوق يوم 21 سبتمبر\\أيلول مع استيلاء المتمردين على عدد من مواقع القيادة العسكرية والمباني الرسمية ومقر المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون في صنعاء. ورغم استقالة رئيس الوزراء وتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن لم يمنع الحوثيين من استهداف قناة سهيل الخاصة

حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم 18 سبتمبر\\أيلول، بدأ المتمردون الحوثيون التابعون لحركة أنصار الله بقصف مبنى التلفزيون الوطني (حيث يوجد مقر ثلاث قنوات فضائية حكومية - وهي تلفزيون اليمن وقناة سبأ وتلفزيون الإيمان) بحي الجراف والأحياء المحيطة به في صنعاء. واستمر الهجوم ثلاثة أيام حيث تسببت القذائف في تدمير المباني جزئياً، بينما شب حريق في جزء من المقر في 20 سبتمبر\\أيلول، حيث انقطع بث البرنامج لأكثر من ساعتين في ذلك اليوم قبل أن يُستأنف من مكان آخر، بينما ظل مئات الصحفيين والعاملين في التلفزيون محاصرين داخل المبنى الذي بقي مطوَّقاً ومُستهدفاً طيلة الاشتباكات

ويتَّهم الحوثيون التلفزيون الوطني بعدم التزام الحياد والموضوعية في تغطية أحداث النزاع بين أنصار الله وقوات الأمن منذ بداية عام 2014

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في 21 سبتمبر\\أيلول، فقد استولى المتمردون في مساء اليوم التالي على المباني التابعة لقناة سهيل الفضائية بشارع الرباط في صنعاء، حيث قاموا بنهب وسلب مقر المحطة التلفزيونية ومرة أخرى، وجد الصحفيون والموظفون أنفسهم محاصرين دون أية وسيلة للاتصال حيث اضطرت القناة لوقف بث برامجها

يُذكر أن قناة سهيل في ملكية الشيخ حميد الأحمر، قيادي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الذي ينتسب إلى قبيلة بني الأحمر السنية ذات النفوذ الكبير، والتي تُعد من أطراف الصراع مع الحوثيين

وقالت فرجيني دانغل، نائبة مديرة الأبحاث في منظمة مراسلون بلا حدود، إننا ندين بأشد العبارات هذه الهجمات المتعمدة على التلفزيون الحكومي اليمني وقناة سهيل، مما عرض حياة العديد من الموظفين والصحفيين للخطر، مذكرة أن الهجمات التي تستهدف المدنيين تدخل في إطار جرائم الحرب وتمثل انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف بشكل يستوجب تحديد المسؤولين عنها.

وأضافت أن المنظمة تحث جميع أطراف النزاع على احترام سلامة المؤسسات الإعلامية وعمل الصحفيين. وفي المقابل، يتعين على وسائل الإعلام والعاملين فيها تأدية المهمة الإخبارية باستقلالية ومهنية، مع الحرص على عدم تأجيج التوترات والخلافات السياسية.

في 20 سبتمبر\\أيلول، ناشد التلفزيون اليمني الحكومة ومنظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية للإسراع بتقديم يد المساعدة

وفي المقابل، نفى المتحدث باسم أنصار الله، محمد عبد السلام، أن يكون المتمردون قد هاجموا مقر التلفزيون اليمني، موضحاً أن إطلاق النار جاء رداً على الهجوم الذي شنه اللواء المتمركز في محيط المبنى ضد الحوثيين

هذا وقد قصف مسلحون حوثيون أيضاً عدداً من الأحياء السكنية يوم 19 سبتمبر\\أيلول، حيث استهدفوا بشكل مباشر منزلي اثنين من موظفي قناة يمن شباب الخاصة، المذيع محمد الجماعي والصحفي إبراهيم الحيدم، اللذين أفلتا مع أفراد أسرتيهما من الموت بأعجوبة . وفي اليوم السابق، نجحت المفاوضات في الحيلولة دون اقتحام مقر قناة سكاي نيوز

هذا وقد شهد يوم 18 سبتمبر\\أيلول 2014 احتدام الاشتباكات بين قوات الأمن والمتمردين الحوثيين في العاصمة، مما أدى إلى حظر التجول في 20 سبتمبر\\أيلول واستقالة رئيس الوزراء في اليوم التالي، قبل توقيع وقف لإطلاق النار في 21 سبتمبر\\أيلول لتمهيد الطريق إلى تشكيل حكومة جديدة تضم ممثلين عن المتمردين الحوثيين والحراك الجنوبي

ووفقاً لوزارة الصحة، خلفت المعارك الأخيرة مقتل أكثر من 200 شخص علماً أن الإعلاميين اليمنيين كانوا مستهدفين أيضاً في الاشتباكات التي دارت رحاها بين المتمردين الحوثيين وقبيلة الأحمر خلال الأشهر الأخيرة في شمال اليمن

يُذكر أن اليمن يقبع في المرتبة 167 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي أعدته منظمة مراسلون بلا حدود مطلع عام 2014


 
Publié le
Updated on 16.04.2019