فرض الرقابة على برنامج انتقادي: تكدير صورة الكويت

تدين مراسلون بلا حدود القرار الصادر عن وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد العبدالله والقاضي بوقف بث البرنامج الانتقادي صوتك وصل في 25 آب/أغسطس 2009 على الفضائية الخاصة سكوب إثر عرضها ثلاث حلقات من أصل 15. وقد أعلن الوزير هذا القرار قبل أن يتسنى للنيابة العامة إبداء رأيها في القضية علماً بأن البرنامج الذي يندرج في إطار التهكم السياسي لمدة عشرين دقيقة يضم اسكتشات فكاهية يتولى فيها الممثلون تقليد السياسيين الكويتيين.
تدين مراسلون بلا حدود القرار الصادر عن وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد العبدالله والقاضي بوقف بث البرنامج الانتقادي صوتك وصل في 25 آب/أغسطس 2009 على الفضائية الخاصة سكوب إثر عرضها ثلاث حلقات من أصل 15. وقد أعلن الوزير هذا القرار قبل أن يتسنى للنيابة العامة إبداء رأيها في القضية علماً بأن البرنامج الذي يندرج في إطار التهكم السياسي لمدة عشرين دقيقة يضم اسكتشات فكاهية يتولى فيها الممثلون تقليد السياسيين الكويتيين. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: إن هذا القرار السياسي الاعتباطي أكثر من جدير بالإدانة لا سيما أن الصحافة المكتوبة في الكويت تستفيد من حرية واسعة قل نظيرها في المنطقة. فهل يعني هذا الإجراء تغييراً في البلاد في مجال حرية الصحافة؟ لا شك في أن تعليق بث هذا البرنامج الانتقادي الذي يهدف إلى الترفيه عن المشاهدين بتقليد السياسيين يساهم في تكدير صورة البلاد في حين أنه لا يمكن اعتبار السخرية جنحة بأي حال من الأحوال. وإنما يبقى الانتقاد حقاً خاصةً عندما ينم عن حس فكاهي. لذا، ندعو السلطات الكويتية إلى العودة عن هذا القرار. كان الهدف من برنامج صوتك وصل الترفيه عن المشاهدين بمناسبة الاحتفالات برمضان على قناة سكوب التي أطلقت في السابع من تموز/يوليو 2007. وقد تولى الممثلون تقليد بعض النواب والوزراء من دون تسميتهم مع التشديد على استخدام اللهجة البدوية أو اللغة العربية السيئة. وتصف الاسكتشات شخصيات مرموقة من البرلمان والحكومة بسخرية. وقد عبّر رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي الذي تم تقليده بصورة كاريكاتورية عن مفاجأته بتعليق البرنامج. أما رئيسة القناة فجر السعيد التي تعدّ أول امرأة تملك قناة في دولة عربية، فأبلغت الصحافة بأن هذا القرار كان متوقّعاً: لكن الغريب أن يكون هذا البرنامج قد خضع وحده للحظر. إذا أمرت قناة سكوب بالامتناع عن بث برنامجها، فلم لم يطبّق هذا الإجراء على برامج تعرض على قنوات أخرى؟ حتى جاسم الخرافي الذي تم تقليده اعتبر أن البرنامج لم يخرج عن حدود الانتقاد التقليدية. إلا أن هذا القرار ناجم عن توتر شريحة معيّنة من الطبقة السياسية تعرقل البلاد منذ عشرين عاماً ويظهر أيضاً عدم تقبّل البعض لنفوذ المرأة في القطاع الإعلامي وتأثيرها في الرأي العام. ويشكل إقفال فضائية سكوب وسيلة للتنكيل بفضائيات بارزة أخرى شأن الرأي والوطن. إنني أفضّل البقاء في منصبي على الترشّح لمجلس الأمة. وإنني مستعدة لتجاوز الخطوط الحمراء لأبلغ هدفي: خدمة الكويتيين. إن فضائية سكوب التي يلقّبها المشاهدون بصوت الشعب معروفة بحرية تعبيرها وانتقاداتها المفتوحة للجمود المسيطر على الحياة السياسية الكويتية والفساد. ويبدو جلياً أن حرية التعبير هذه تزعج البعض: فقد تلقت القناة أكثر من ثلاثين شكوى إلى تاريخه. أثار الحظر احتجاجات الناشطين في المجتمع المدني والنواب الذين عبّروا عن خوفهم من تراجع حرية التعبير في البلاد وتكدّر صورة الكويت في العالم العربي. تشدد مراسلون بلا حدود على أن القرار الحكومي تسبب بلجوء بعض المؤسسات الإعلامية إلى الرقابة الذاتية: بعد إعلان تعليق صوتك وصل، قررت قناة الوطن طوعاً سحب أحد برامجها الانتقادية من جدول برامجها. تحتل الكويت المرتبة 61 من أصل 173 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي أعدّته مراسلون بلا حدود في العام 2008. لمشاهدة البرنامج المعني على يوتيوب: http://www.youtube.com/watch?v=1b3pTJMzFmQ&feature=related
Publié le
Updated on 18.12.2017