صُرِفَت من العمل لاتهامها شركة طيران الإمارات


شهادة حصرية للصحافية الأمريكية كورتني س. رادش التي صُرِفَت من عملها في موقع العربية.نت الإخباري (الإمارات العربية المتحدة) لنشرها معلومات تفيد بإخلال شركة طيران الإمارات الوطنية بقواعد السلامة. يوم الأحد الواقع فيه 4 تشرين الأول/أكتوبر، سألني أحد المراسلين ما إذا كان باستطاعتنا إعداد تقرير حول المخاوف الناشئة حيال السلامة في طيران الإمارات في أعقاب صدور تقرير عن تعب الطيّارين. وبما أن التقرير الذي أشار إليه نشر في صحيفة أسترالية معتبرة تبعاً لطلب أملاه قانون حرية المعلومات للتحقق من تقرير لهيئة الطيران الفيدرالية، ارتأيت أن القصة تستحق النشر وتخدم المصلحة العامة. فقمنا بالأبحاث وتلقينا رداً من شركة الطيران كرّسنا قسماً كاملاً من القصة له. وكنا قد نشرنا القصة على الموقع لمدة 4 ساعات حينما تلقيت مكالمة هاتفية من داود الشريان، مدير العربية.نت AlArabiya.net، يطلب فيها مني إزالة هذه القصة من الموقع. بما أنه لم يتقدم مني بأي تفسير، رفضت إزالة هذه القصة من دون مناقشة أهميتها موضحةً أن القيام بخطوة مماثلة يتنافى مع مبادئي الصحافية. فقد بنيت سمعتي كصحافية على أساس المهنية والمصداقية ورفض المساومة على المعايير الصحافية. تحدثت مع نخلة الحاج الذي أعرب أيضاً عن قلقه حيال القصة، ولكنه أبدى استعداده لمناقشة مزاياها. وسألني ما إذا كنت قد تحدثت إلى أحد الطيّارين أو أي شخص آخر قد يؤيد بعض مما ورد في التقرير. فوافقت على القيام بذلك وإضافة أي عناصر جديدة إلى القصة. واستفسرت ما إذا كانت إضافة هذه المعلومات قد تلغي الحاجة إلى سحب القصة من الموقع. فقابلت فنياً فضّل عدم الكشف عن اسمه أكّد لي أن التعب الذي يحلّ على الطيّارين وطاقم الطائرة يطرح مشكلة فعلية وأن الشركة لا تلتزم بوقت الراحة الضروري بين الرحلات، فأضفت هذه المعلومات إلى القصة. كنت آمل أن يساهم هذا في تهدئة مخاوف داود وحاولت الاتصال به 15 مرة وأرسلت إليه رسالتين نصيتين ورسالة إلكترونية من دون أن أتلقى أي رد منه. رفض الإجابة على اتصالاتي وأبلغ رئيس تحرير النسخة العربية عندما اتصل به نيابة عني بأن يقول لي إنه في اجتماع. تحدثت مع زملائي في القسم العربي الذين أوضحوا لي أنه طُلِبَ منهم منذ بضعة أشهر عدم نشر أي خبر حول شركة الخطوط الجوية. ولكن هذا الكلام لم يُنقل إليّ أو إلى أي من أعضاء فريق القسم الإنكليزي وأخبرتهم بهذا. وقد تبيّن أن رئيس شركة طيران الإمارات هو أيضاً رئيس هيئة الطيران ومن آل مكتوم، العائلة الحاكمة. بعد مرور 6 ساعات على نشر القصة، وافقت على سحبها خوفاً على سلامتي الشخصية وسلامة زملائي (كانت قصة ترد في حاشية مزدوجة). لم نكن نريد أن نزّج في السجن أو تفرض علينا أي غرامة، ما كان وفقاً لقانون الإعلام الجديد احتمالاً فعلياً. فإن لم تكن العربية ترغب في مساندة الحق ونشر مقال مهم بهذا القدر، فلا يجدر بي دخول السجن من أجل العربية. لكنه بعد ساعة، رأينا أن صحيفة Gulf News (أخبار الخليج) التي تعتبر لسان حال الدولة بما توفره من توجيه حول القصص المقبولة للنشر و Arabian Business(الأعمال العربية) قد نشرتا مقالات عن هذا التقرير ونفي شركة الطيران. فاتصلت بداود ولكنه لم يجب وأرسلت رسالة إليه أبلغته فيها بأن صحفاً إماراتية أخرى قد نشرت القصة. ولكنني لم أتلقَ أي رد. أردت أن أعيد نشر القصة، بيد أنني لم أكن قادرة على ولوج نظام إدارة المحتويات من المنزل ولم أرغب في تعريض مسيرة زملائي المراسلين للخطر. في اليوم التالي، عندما وصلت الى المكتب، أرسلت رسالة إلكترونية إليه أعربت في خلالها عن خيبة أملي بعدم نشر قصة حرجة تترتب عليها عواقب بالغة الخطورة تمس بالسلامة العامة لا سيما أن وسائل الإعلام تؤدي دوراً بارزاً في تسليط الضوء على الشركات التي لا تتقيّد بالأنظمة أو تعتمد السهولة في تعاملاتها بما يعرّض حياة المواطنين للخطر. وبعد نحو ساعة، طُلِبَ مني الاجتماع مع داود ورئيس الموارد البشرية حيث تبلّغت بأنني أصبحت من الفائض بدءاً من تاريخه وبأن الموقع الإنكليزي يخضع لـإعادة هيكلة. وبعد مرور أقل من 24 ساعة على نشر القصة، خسرت وظيفتي وبات يفترض بي مغادرة البلاد في غضون 30 يوماً من إلغاء تأشيرة العمل. إن تأشيرة الإقامة في الإمارات العربية المتحدة ترتبط بالوظيفة. وعند إنهاء العمل، يقدّم الموظف التأشيرة التي ينبغي إلغاؤها إلى الشركة ويعطى مهلة من 30 يوماً لمغادرة البلاد. إذا دفع إيجار منزله مقدماً - يشترط معظم المالكين دفع الإيجار على دفعات تتراوح بين واحدة وأربع بما يعني أنه يفترض بالمرء أن يسدد المقابل لثلاثة أشهر في كل مرة - يكون قد فقد ماله نظراً إلى غياب الحماية في هذه الحالات وعدم تسنّي الوقت لرفع القضية إلى المحكمة. غادرت الصحافية البلاد في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2009. Link to Courtney C. Radsch's blog
Publié le
Updated on 18.12.2017