جائزة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة: الكشف عن قائمة المرشحين لعام 2020

ستمنح مراسلون بلا حدود جائزتها السنوية لحرية الصحافة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول في تايبيه، حيث تم ترشيح صحفيين ووسائل إعلام من 12 دولة، موزعين على ثلاث فئات: الشجاعة والتأثير واستقلالية الصحافة.



سيتنافس 12 مرشحاً، من 12 دولة مختلفة، في نسخة هذا العام من جوائز مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة. فقد تم اختيار سبعة صحفيين، بينهم أربع نساء، وخمس مؤسسات تتراوح بين منابر إعلامية ومنظمات معنية بالدفاع عن الصحفيين للتنافس من أجل الظفر بالجوائز الموزعة على ثلاث فئات: الشجاعة والتأثير واستقلالية الصحافة. وتضم قائمة المرشحين صحفيين ووسائل إعلام استقصائية من مصر وروسيا والبرازيل والفلبين والهند وفرنسا.

وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، "إن جائزة حرية الصحافة تهدف إلى مكافأة الصحفيين الذين يجسدون المثل العليا للعمل الإعلامي الذي ندافع عنه، وذلك من خلال شجاعتهم أو استقلاليتهم أو تأثير تقاريرهم وتحقيقاتهم"، مضيفاً أن "هذه الجائزة لا تحتفي بهم فحسب، بل إنها تشكل أيضًا دعمًا واضحًا وواجباً لأولئك الذين يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان عرضة للسجن أو الملاحقات أو التهديدات بسبب تجسيدهم لهذه القيم".

بعد لندن في 2018 وبرلين في 2019، ستستضيف العاصمة التايوانية تايبيه هذا العام مراسم تسليم جوائز مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة، حيث سيقام حفل التوزيع في 8 ديسمبر/كانون الأول بمكتبة تايبيه الوطنية وسيتم بثه مباشرة على فيسبوك (باللغة الصينية) ويوتيوب (باللغة الإنجليزية).

من جانبه، أوضح سيدريك ألفياني، مدير مكتب مراسلون بلا حدود في منطقة شرق آسيا، "إن تايوان هي المكان المثالي لاستضافة حفل توزيع جوائز حرية الصحافة، وهي التي أثبتت قدرتها على السيطرة على وباء كوفيد-19 دون تقويض الحريات الأساسية"، مضيفاً أن هذه الدولة "تُصنف باستمرار ضمن البلدان الآسيوية الرائدة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي تنشره مراسلون بلا حدود سنوياً، كما تمثل أفضل نموذج مضاد للنظام الاستبدادي الصيني".

هذا ويرأس لجنة تحكيم النسخة الثامنة والعشرين لجائزة مراسلون بلا حدود السيد بيير هاسكي، رئيس المنظمة،  حيث يرافقه في مهمة انتقاء المرشحين واختيار الفائزين صحفيون بارزون ومدافعون عن حرية التعبير من جميع أنحاء العالم: رنا أيوب، صحفية هندية وكاتبة في واشنطن بوست؛ رافائيل باكيه، كبير المراسلين الفرنسيين لصحيفة لوموند؛ مازن درويش، محامي سوري ورئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير؛ زينة ارحيم، صحفية سورية، تعمل حالياً منسقة للمشاريع السورية في معهد صحافة الحرب والسلام؛ إريك كابينديرا، صحفي استقصائي تنزاني؛ حميد مير، صحفي وكاتب عمود وكاتب باكستاني؛ فريدريك أوبرماير، صحفي استقصائي في صحيفة زودويتشه تسايتونغ بميونيخ؛ ميخائيل زيغار، صحفي ومؤسس ورئيس تحرير قناة دوجد التلفزيونية المستقلة الوحيدة في روسيا.

 

المرشحون لجائزة الشجاعة:

إيلينا ميلاتشينا (روسيا)


 تشغل إيلينا ميلاتشينا، الصحفية الاستقصائية في مجلة نوفايا جازيتا، المكان الذي ظل شاغراً عام 2006 بعد اغتيال زميلتها آنا بوليتكوفسكايا المتخصصة في شؤون الشيشان. وتتعرض ميلاتشينا بانتظام للاعتداءات والهجمات ( يعود آخرها إلى فبراير/شباط الماضي في أحد فنادق غروزني)، ناهيك عن تلقيها تهديدات بالقتل ومعاناتها أمام مختلف أشكال الرقابة (أحد مقالاتها حول الإدارة القمعية لوباء كوفيد-19 من قبل السلطات الشيشانية تم سحبه من موقع الصحيفة على الإنترنت في أبريل/نيسان)، وهي تواصل نشر مقالات جريئة حول أكثر القضايا حساسية في هذه الجمهورية المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي يحكمها رمضان قديروف بقبضة من حديد.

مارغريتا "جينغ جينغ" فالي (الفلبين)

اعتُقلت واحتُجزت وزُج بها في الحبس الانفرادي لعدة أيام في يونيو/حزيران 2019 في محاولة لترهيبها، ولكن هذه الكاتبة التي تعمل مراسلة لصحيفة وموقع دافاو توداي، في جنوب شرق الفلبين، لم تكف أبداً عن التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في منطقتها التي تئن تحت القانون العسكري. مارغريتا "جينغ جينغ" فالي متخصصة في القضايا المُغيَّبة أو المسكوت عنها في وسائل الإعلام الوطنية الرئيسية (حقوق السكان الأصليين، حقوق المرأة في الريف، البيئة، إلخ)، علماً أنها تجرعت في وقت مبكر جدًا مرارة "نظام رودريغو دوتيرتي"، الذي كان عُمدة لمدينة دافاو على مدى سنوات طويلة قبل الترشح لرئاسة البلاد.

فهد شاه (كشمير، الهند)



فهد شاه هو رئيس تحرير جريدة كشمير والا، وسيلة الإعلام الاستقصائية الرئيسية في كشمير. تستدعيه الشرطة بانتظام لاستجوابه على خلفية محتوى مقالاته، وذلك لترهيبه وتهديده، وأيضًا لإجباره على الكشف عن هوية مصادره. لكنه يقاوم ببسالة رغم كل الصعاب، علماً أنه تعرض لاعتداءات جسدية في أكثر من مناسبة. المنبر الإعلامي الذي يتولى إدارته له دور رئيسي في الدفاع عن حرية الصحافة. فبفضل مبادرات مبتكرة، تعمل جريدة كشمير والا على إيصال الأخبار والمستجدات إلى ثمانية ملايين كشميري منقطعين تمامًا عن العالم منذ إلغاء استقلال أراضيهم في أغسطس/آب 2019.

محمد مساعد (إيران)


هذا الصحفي المستقل المتخصص في الشؤون الاقتصادية له صيت ذائع في الداخل والخارج، وهو الذي نال العديد من الجوائز (مثل جائزة أمين الزرب وجائزة دويتشه فيله للدفاع عن حرية التعبير في عام 2020) مكافأة له على تحقيقاته الفريدة التي تفضح قضايا الفساد الاقتصادي في إيران. وقد تم استدعاؤه واستجوابه على أيدي ضباط مخابرات الحرس الثوري في فبراير/شباط 2020 لنشره رسائل حول كوفيد-19 على منصات التواصل الاجتماعي. ورغم الإفراج عنه، إلا أن السلطات صادرت هاتفه وحاسوبه، مع إغلاق حساباته على تويتر وتليغرام. اعتُقل عدة مرات بسبب منشور بسيط على تويتر في عام 2019، علماً أن التحالف الدولي من أجل حرية الصحافة اختاره في نفس العام ضمن قائمة أكثر الصحفيين تعرضًا للمضايقات.


المرشحون لجائزة التأثير:

صوت جيبوتي (جيبوتي)

صوت جيبوتي وسيلة إعلامية محظورة في جيبوتي، وهي تعمل من المنفى في فرنسا عبر شبكة من الصحفيين والمتعاونين المتطوعين الذين يقدمون الأخبار دون الكشف عن هويتهم. تُعتبر صوت جيبوتي المنبر الوحيد للأخبار الحرة والمستقلة من إنتاج طاقم عمل جيبوتي، وذلك في بلد لا يُسمح فيه بالعمل إلا لوسائل الإعلام الحكومية التي تُعتبر بوقاً دعائياً للنظام ليس إلا. ورغم محدودية إمكانياتها، فقد أطلقت تلفزة إلكترونية قبل بضعة أشهر لتكتسب بذلك المزيد من الشعبية والتأثير، لا سيما مع "قضية فؤاد" التي هزت الحكومة مؤخرًا. وبعد حظر موقع صوت جيبوتي بانتظام من قبل السلطات، عمدت مراسلون بلا حدود إلى تسهيل الوصول إليه في إطار عملية الحرية الجانبية.

ديسكلوز (فرنسا)

تقوم هذه الوسيلة الإعلامية الاستقصائية التعاونية، الممولة فقط من تبرعات القراء والمتبرعين، بإجراء تحقيقات حول مواضيع تصب في المصلحة العامة (البيئة، القضايا الاجتماعية، الأغذية الزراعية، إلخ). يهدف مشروع ديسكلوز إلى تحفيز النقاش العام وتزويد المواطنين بالأدوات اللازمة التي تمكنهم من ممارسة الحق في الوصول إلى المعلومات وسلطة التصرف بناءً على نتائج التحقيقات. في عام 2020، كشف هذا المنبر الإعلامي النقاب على جريمة جنسية في عالم الرياضة من خلال عمل استقصائي ترتبت عنه استقالة رئيس اتحاد رياضي. وفي العام السابق، أدى نشر تحقيق صادم حول استخدام أسلحة فرنسية في اليمن إلى قيام الحكومة بشرح موقفها علنًا، بينما استدعت المديرية العامة للأمن الداخلي اثنين من مؤسسي ديسكلوز، بعد فتح تحقيق أولي بشأن "تقويض سرية الدفاع الوطني"، علماً أن التحقيق أُغلق في نهاية المطاف دون أن يفضي إلى أية إجراءات قانونية.

 

راديو ميرمان (أفغانستان)

باعتبارها أول محطة للبث الصوتي في قندهار، تهدف هذه الإذاعة إلى خدمة قضية المرأة ("ميرمان" بلغة الباشتو) في أفغانستان، حيث يبث طاقم مؤلف من 15 صحفية ومنتجة وفنية برامج يومية تهدف إلى تغيير تصورات الرأي العام حيال قضية النوع الاجتماعي، وتشجيع انتخاب النساء في الهيئات العامة، كما يعمل بالتعاون مع مؤسسات أخرى على تنظيم برامج تُعنى بمكافحة العنف ضد المرأة. وعلاوة على ذلك، توفر الإذاعة التدريب الصحفي للنساء، علماً أنها تواصل عملها رغم تهديدات طالبان وتحذيرات وكالة المخابرات والاعتداءات على الصحفيات العاملات بها. 

سيسيليا أوليفيرا (البرازيل)


سيسيليا أوليفيرا صحفية استقصائية متخصصة في قضايا الأمن العام والمخدرات والإدارة العامة، وهي تعمل بالنسخة البرازيلية للمجلة الإلكترونية ذي إينترسبت. لعبت دورًا رئيسيًا في الكشف عن المصالح الاقتصادية التي تستفيد منها المنظمات الدولية في حرب العصابات التي ت ريو دي جانيرو، من خلال اكتشاف أسماء الدول التي ظهرت على الخراطيش الموجودة في المناطق المعنية، حيث كان بعضها من الولايات المتحدة والصين وروسيا وبلجيكا، بينما كان البعض الآخر يحمل علامة "الناتو". كما ساهمت الصحفية في إنشاء موقع فوغو كروزادو، الذي يوثق أعمال العنف المسلح في ريو وريسيفي، فضلاً عن ضم قاعدة بيانات مفتوحة تساهم في تطوير سياسات الأمن العام. هذا وتُعد سيسيليا أوليفيرا من الأصوات المهمة في تعزيز الصحافة التعددية والمستقلة في البلاد.


المرشحون لجائزة الاستقلالية:

لينا عطا الله (مصر)

شاركت لينا عطا الله في تأسيس موقع مدى مصر الذي تضطلع فيه برئاسة التحرير، وهو أحد آخر المواقع الإخبارية المستقلة في مصر. فقد فرضت نفسها كصحفية جريئة من خلال تطرقها لقضايا حساسة ووقوفها في وجه الرقابة الذاتية. ففي بلد حيث استولى المقربون من الرئيس على غالبية المؤسسات الإعلامية الكبرى، تعلم لينا عطا الله أن التشبث بالاستقلالية المهنية يكلف الصحفيين ثمناً باهظاً، وهي التي اعتُقلت عدة مرات على خلفية تحقيقات أو مقابلات، كما تمت مداهمة مقر الموقع في عام 2019 بعد نشر تقرير استقصائي حول نجل الرئيس عبد الفتاح السيسي. هذا وتفرض السلطات المصرية حجباً على مدى مصر منذ ثلاث سنوات، علماً أنه لا يزال من غير الممكن الوصول إليه من داخل البلاد. وجدير بالذكر أن مجلة تايم الشهيرة اختارت لينا عطا الله ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم خلال سنة 2020.


بيتر يوج (المجر)


يتولى بيتر يوج رئاسة تحرير موقع 444.hu الإخباري المستقل، وهو يُعد شخصية رمزية للصحافة المجرية المستقلة باعتباره من أشد المدافعين عن المهنة. ففي عام 1999، ساعد على إنشاء أكبر بوابة إلكترلونية مستقلة، Index.hu، حيث اضطلع برئاسة تحريرها لمدة 11 عامًا، حتى تدخلت السلطة في عملية إنتاج المحتوى وتشكيل الفريق. وبفضل طاقاته الإبداعية وشخصيته الفذة، أطلق في عام 2013 موقع 444.hu.  فبعد الاختفاء شبه الكلي لـ Index.hu في يوليو/تموز 2020، بات 444.hu اليوم من المنابر المتنورة الوحيدة حيث تمارَس حرية الصحافة في المجر، رغم مساعي رئيس الوزراء فيكتور أوربان الحثيثة إلى تكميم أفواه وسائل الإعلام المستقلة بكل الوسائل وبشتى السبل.

تحالف الصحفيين الكمبوديين (كمبوديا)


جاء إنشاء تحالف الصحفيين الكمبوديين في ديسمبر/كانون الأول 2019 نتيجة لتدهور ظروف ممارسة المهنة بشكل مهول في البلاد: ففي الطريق إلى انتخابات 2018، تمكن رئيس الوزراء هون سين، الماسك بزمام السلطة منذ 30 عامًا، من تحييد دور الإعلام المستقل بشكل كامل، معتمداً في ذلك على آلة قمع عنيفة، ليتحكم في المشهد الإعلامي المحلي تماماً. وكان ظهور تحالف الصحفيين الكمبوديين، في هذا السياق، بمثابة آلة تنفس اصطناعي للصحافة المختنقة في البلاد. فقد طوَّر التحالف منصة معلومات مستقلة توفر للصحفيين الكمبوديين مساحة للتعبير من جهة، وفضح انتهاكات حرية الصحافة وتقديم الدعم والتدريب في مجال أخلاقيات الصحافة والعمل الاستقصائي من جهة ثانية. وباعتبارها آخر معقل للاستقلالية الإعلامية في البلاد، تضم هذه المنصة أكثر من مائة عضو.

لا برينسا (نيكاراغوا)

تُعتبر لا برينسا أهم صحيفة يومية في البلاد، وهي التي تأسست عام 1926 تحت شعار "خدمةً للحقيقة والعدالة". لا تتوانى هذه الصحيفة عن انتقاد حكومة أورتيغا، مما يضعها تحت مجهر السلطات بشكل دائم. فعلى مدى ثلاث سنوات، تم اللجوء إلى كل الوسائل والسبل في محاولة خنق لا برينسا اقتصاديًا، إذ عانت الصحيفة خلال 18 شهرًا من نقص منظم في الورق والمواد الخام، مما أجبرها على تقليص عدد صفحاتها بشكل مهول، بينما طالتها في الآونة الأخيرة إجراءات قانونية تعسفية الغرض منها فرض غرامات باهظة على الجريدة اليومية. ففي مقال رأي نُشر بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني 2020 بعنوان "الدكتاتورية تخنق لا برينسا"، أوضح مجلس إدارة الصحيفة أن أيام الصحيفة أصبحت معدودة بسبب هذه الرقابة الإدارية.

Publié le
Updated on 17.11.2020