الميليشيات الخاصة


في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، قام ميليشيات تنتمي إلى عصابة أمباتوان في مقاطعة ماغيندناو على جزيرة ميندناو الشمالية بقتل أكثر من خمسين شخصاً من بينهم 32 صحافياً، بيد أن هذه المجزرة التي تعدّ الأفظع في تاريخ الصحافة، وإن صدمت الرأي العام، لم تغيّر المعادلة في الفلبين قط: فلا تزال يد القاتلين المأجورين وتلك الميليشيات طائلة ليتهجّموا على الصحافيين في ظل إفلات تام من العقاب، والجدير بالذكر أن بعض هذه الميليشيا متورطة في غالبية قضايا اغتيال الصحافيين التي يبلغ عددها المئة منذ العودة إلى الديمقراطية في العام 1986. يستهدف عملاء السياسيين الفاسدين والقاتلون المأجورون مقابل بضعة آلاف من الدولارات المذيعين العاملين في الإذاعات المحلية الذين يزعجون آمريهم، ودائماً ما تتبع منهجية التنفيذ نفسها: رجال مقنّعون يستقلون دراجة نارية فيقتلون بدم بارد صحافياً وهو يخرج من مقر عمله على مرأى من الجميع، وبالرغم من الجهود المبذولة لإحقاق الحق كما في قضية المذيع على راديو مينداناو جيراردو أورتيغا الذي تعرّض للاغتيال في 24 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن ثقافة الإفلات من العقاب لا تزال مستشرية. وفي آب/أغسطس 2010، تمت تبرئة قاتلي المذيع روجيه ماريانو المفترضين في محكمة مانيلا. ولا تبشّر صيغة محاكمة ما غوينداناو بأي تحسّن مع أن وزارة العدل أعلنت عن إنشاء هيئة جديدة مكلّفة بتعزيز مكافحة أعمال العنف التي تستهدف الصحافة. ولم تأتِ القوات الخاصة بأي تأثير على العنف الذي تشيعه الميليشيات، هذه التنظيمات التي حوّلت جزيرة ميندناو إلى أحد أخطر الأماكن في العالم على حياة الصحافيين.
Publié le
Updated on 18.12.2017