الميليشيات الإسلامية المسلّحة

الشباب، حزب الإسلام


إن الصومال التي أنهكتها حرب دامت عشرين عاماً لا تعرف الراحة أبداً، فلم يكن من المتمرّدين الإسلاميين المتحدين في الماضي ضد القوات الأثيوبية والضائعين اليوم في العداوات والتناقضات إلا إن الفوضى زادت بكثير، بشنّهم منذ العام 2009 حرب تنكيل بالحكومة الانتقالية الهشة، ودعاة التشدّد الإسلامي هؤلاء يحظرون السينما وألعاب الفيديو والموسيقى على الإذاعات، وتعدّ جماعة الشباب الأهم والأكثر تنظيماً بينهم، باعتبار أنها تقود حملة ترهيب فعلية وتنفّذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات مرموقة من المجتمع المدني متهمةً إياها بخدمة مصالح الصليبيين الغربيين. وفي هذا السياق، لاقى عشرات الأساتذة والجامعيين والسياسيين مصرعهم شأنهم شأن عدة صحافيين يُعتبَرون بطبيعتهم من الأعداء، ومنذ العام 2009، وقع تسعة منهم ضحية النزاع أو استهدفوا مباشرة من الميليشيات بكل فصائلها، وفي غضون أشهر معدودة، دفعت راديو شابيل Radio Shabelle ثمناً باهظاً بخسارتها مديرها مختار محمد حيراب وثلاثة صحافيين فيما فضّل عناصر آخرون من أسرة التحرير الفرار من البلاد، والجدير بالذكر أن جماعة الشباب كما حزب الإسلام يسيطران على جزء كبير من الأراضي ويملكان سجوناً خاصة فيها وينفّذان الاعتقالات بحق الصحافيين ويفرضان العقوبات عليهم ويصدران التوجيهات إليهم في أثناء تغطيتهم الوقائع. وفي العام 2010، استولى عناصر هذين التنظيمين على حوالى عشر إذاعات ليبثوا دعايتهم السياسية والدينية من خلالها.
Publié le
Updated on 18.12.2017