الملا محمد عمر

الزعيم الروحي لحركة طالبان


يخضع الطالبان الأفغان لتوجيه الملا عمر الذي يعرّف عن نفسه على أنه أمير المؤمنين وخادم الإسلام منذ العام 1994، هذا الزعيم الروحي الذي بات يعتمد اليوم على دعم واسع في باكستان حيث يحتل منصب رئيس مجلس إدارة حركة طالبان (رهباري شورا) المنشأ في العام 2003 والمؤلف من عشرة طالبان آخرين. وعلى رغم الغموض الذي يلف شخصيته ورفضه تصويره أو التقاط أي صورة له، إلا أنه يدرك تمام الإدراك أهمية الحرب الإعلامية، فيسعى الناطقون باسمه إلى احتلال الساحة الإعلامية بينما يعمد رجاله إلى تهديد كل مراسل محلي لا يروّج فضائله، ويلجأ عناصر حركة طالبان الذين يسيطرون على عدة محافظات من أفغانستان إلى اختطاف الصحافيين في محاولة للظفر بالفديات أو إجراء تبادل مع أسراهم، ويخضع للتدبير نفسه الصحافيان الفرنسيان من فرانس 3 إيرفيه غيسكيير وستيفان تابونييه المحتجزان كرهينتين لدى حركة طالبان منذ 29 كانون الأول/ديسمبر 2009. ولا شك في أن التوتر الأمني الذي يعزز سيطرة طالبان على الشعب يستحدث فجوات إعلامية فعلية في جنوب أفغانستان وشرقها وغرب باكستان، وعندما تولى الملا عمر قيادة إمارة أفغانستان الإسلامية من العام 1996 إلى العام 2001، قام بإلغاء الموسيقى والتلفزيون والإنترنت وأي شكل من أشكال الانتقاد. وفي ذلك الوقت، لم تكن الإذاعة الوحيدة تبث سوى البرامج الدينية. ولم يغب عن بال زعيم طلاب الدين بلا منازع أن يعاهد هؤلاء بتطبيق الشريعة تطبيقاً صارماً ويدعم سياسة الترهيب التي ينتهجها حلفاؤه في حركة طالبان باكستان، هذه السياسة التي أسفرت عن عدد كبير من الضحايا. وغالباً ما تقوم هذه المنهجية الفظيعة على العمليات الانتحارية.
Publié le
Updated on 18.12.2017