القضاء يمنع نشر شهادات عن حكم الحسن الثاني


في 19 حزيران/يونيو 2008، أصدرت محكمة الدرجة الأولى للأمور المستعجلة في الرباط حكماً يقضي بمنع صحيفة الجريدة الأولى عن متابعة نشر شهادات غير مسبوقة لمسؤولين مرموقين مغاربة حول حقبة حكم الحسن الثاني. فقد أقدم رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أحمد حرزني الذي عيّنه الملك محمد السادس على تقديم شكوى في هذا الصدد بموجب قانون حول الأشيفات لم تصدر مراسيم تطبيقه بعد. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: استند القضاء إلى التوجيهات الملكية لإصدار حكمه دونما أخذ عناصر الملف بعين الاعتبار أو القوانين النافذة في البلاد. إن هذا القرار لمؤسف ويشكل سابقة خطرة على حرية الصحافة. في 19 حزيران/يونيو 2008، أمر القضاء صحيفة الجريدة الأولى بالتوقف عن نشر شهادات كانت هيئة الإنصاف والمصالحة (المنحلة في العام 2005 والمستبدلة بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ابتداء من العام 2004) قد جمعتها. تسمح شهادات الشخصيات السياسية هذه والمقرب بعضها من الحسن الثاني بكشف النقاب على الأعمال المرتكبة في ظل النظام القديم وفقاً لمدير نشر الصحيفة علي أنوزلا الذي أضاف معرباً عن نيته الاستئناف: لا تتضمن هذه المستندات أي أسرار خاصة بالدولة ولا تنتمي إلى ملفات عامة. يتعذّر علينا فهم هذا الحكم لأنه ما من قانون يجرّم نشرها. وقد كلّف الملك محمد السادس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بإدارة أرشيفات هيئة الإنصاف والمصالحة. في اتصال مع مراسلون بلا حدود، ندد أحد محاميي الجريدة الأولى حسن السملالي بعدم اختصاص محكمة الرباط التي كان يفترض بها عدم النظر في الملف لصالح محكمة الدرجة الأولى في الدار البيضاء حيث تطبع الصحيفة. وحدها القضايا المندرجة في إطار قانون الصحافة يمكن أن تتولى المحكمة في أي مكان تم توزيع الصحيفة المجرّمة فيه النظر فيها. في بيان نشر في 11 حزيران/يونيو 2008، أعلن أحمد حرزني عن نيته التقدّم بشكوى ضد الصحيفة. وقد كتب ما يلي: أمام هذا التمادي في العبث بملك عام، تم الارتماء عليه في استهتار تام بالشرعية والمشروعية، فإننا نخبر الرأي العام بأن المجلس قرر اللجوء إلى القضاء الاستعجالي لإجبار الجريدة المعنية على توقيف نشر شهادات أريد لها أن تكون مادة خصبة للباحثين الجادين، لا حطباً للمنافسة بين صحافيين لاهثين وراء السبق كيفما كان ثمنه. في المجموع، نشرت أربع شهادات في الجريدة الأولى التي توزع بنسبة 30000 نسخة منذ إنشائها في 19 أيار/مايو 2008.
Publié le
Updated on 18.12.2017