الصحافة في اليمن: مهنة خطِرة
إن منظمة مراسلون بلا حدود متخوفة من تصاعد وتيرة الاعتدءات ضد الإعلاميين. يقول ممثل قناة تلفزيونية دولية، في اتصال هاتفي مع المنظمة، إنه في غاية القلق من التهديدات المسلّطة على الصحافيين في الوقت الراهن. في عهد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح كان الصحافيون يخشون أساساً رد فعل السلطات. أما الآن، يضيف نفس الإعلامي، فإن عليهم أن أيضا أن يخافوا مختلف الحركات التمردية المسلحة المنتشرة في البلد.
في السابع والعشرين من أبريل/نيسان 2013، وجد فريق تابع لقناة الجزيرة الإخبارية نفسه محاصَراً من طرف عشرات الأشخاص في عدن، عندما كان يصوّر مظاهرات بمناسبة الذكرى الـ19 للحرب الأهلية بين شمال اليمن وجنوبه. وقد وجّه متظاهرون شتائم ضد الصحافيين وقناتهم. وقد تعرّض المصوّر سمير النمري ومراسل الجزيرةنتياسر حسن لضرب مبرح من قِبَل عناصر في الحركة الانفصالية الجنوبية. الأول يعاني من عدة كدمات، بينما نُقل الثاني إلى المستشفى لمعالجة رضوض أصيب بها في وجهه. في حين تمكنت الصحافية صفاء كرمان من الإفلات. كما تعرّض صحافيون تابعون قناة سكاي نيوز عربية لتهديدات من طرف أشخاص يحملون خناجر.
ويمكن الحديث أيضا عن حالات اعتداء متعددة سُجّلت في الآونة الأخيرة. منها تعرّض منصور نور، مراسل صحيفة 26 سبتمبر في عدن للاعتداء من طرف 3 رجال مسلحين، بينما كان متوجّها إلى عمله يوم 17 أبريل/نيسان، وقد بُتِرت ساقُه بعد نقله إلى المستشفى. من جهته أصيب ناصر علي، الصحافي في جريدة الأهالي، بطلق ناري عندما كان يغطي اشتباكات بين الجيش وعناصر قَبَلية في مدينة رداع (جنوب غربي البلاد).
وهناك صحافيون يواجهون يوميا ضغوطا وتهديدات. بداية شهر أبريل/نيسان 2013، تلقى محمد عايش رئيس تحرير صحيفة الأولى، قرابة 30 رسالة هاتفية، تهدده بالتصفية أو بقطع يده ولسانه. كما تطال التهديدات والاعتداءات أحيانا أهالي الصحافيين أيضاً. فقد نجا ابن المراسل محمد الحذيفي، البالغ من العمر 13 عاما، من محاولة اختطاف في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، يوم 21 أبريل/نيسان. وبعد أن أخفق المعتدون المجهولون في محاولتهم تلك، دهسوه بسيارتهم. وقد نُقل إلى المستشفى للعلاج من إصابات بالغة في الرأس والساق.