التقرير السنوي للعام٢٠١٠



المساحة: 2381740 كلم2
عدد السكان: 33769669 نسمة
اللغة: العربية والتامازيغية (أو اللغة البربرية) منذ العام 2002.
رئيس الدولة: عبد العزيز بوتفليقة منذ العام 1999


مرتبة الدولة من التصنيف العالمي 175/141

في التاسع من نيسان/أبريل 2009، أعيد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة على رأس الجزائر لولاية ثالثة. وفي أيار/مايو 2004، وغداة إعادة انتخابه للمرة الأولى، جدد إصراره على صون حرية التعبير في الجزائر معتبراً في بيان صحافي أنه متمسّك بضمان الممارسة الفعلية لحرية التعبير للجميع بما يتماشى مع أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إلا أن الوضع لم يشهد أي تغييرات ملحوظة بالرغم من هذه الالتزامات المؤيّدة لحرية التعبير. إذا ما اكتفينا بالنظر في عدد الصحف المتواجدة في الأكشاك في شارع ديدوش في الجزائر العاصمة، لصدّقنا غزارة الكتابة الصحافية وبالتالي وجود حرية تعبير حقيقية في الجزائر. فإن أكشاك العاصمة تغصّ بما يناهز 80 صحيفة يومية يصدر معظمها باللغة العربية. وتعدّ جريدة الشروق أبرز المطبوعات لإصدارها أكثر من 800000 نسخة. بيد أن وضع الصحافة والصحافيين وحرية التعبير أبعد من أن يقاس بعدد الصحف المتوفرة في الشارع. إنها حالة معقدة ودقيقة ذلك أن الصعوبات التي يواجهها الصحافيون تطورت عبر الزمن. وإن لم يعودوا يخشون على حياتهم، إلا أن هامش تحرّكهم في التعبير بات محدوداً. لكنه بصرف النظر عن الخبر وليبرتيه والنهار، لا تزال غالبية الصحف تتخذ من دار الصحافة مقراً لها، مهما كانت مواقفها تجاه الحكومة. ولا تزال عقوبات السجن والغرامات تفرض على كل من يرتكب جنح صحافة علماً بأن المادة 144 مكرر من قانون العقوبات الجزائري (المرعي الإجراء منذ العام 2001) تنص على عقوبات بالسجن تتراوح بين عامين واثني عشر عاماً وغرامات لكل تصريح يعتبر تشهيرياً. ولا شك في أن التهديد بالسجن هذا بيقى سيفاً مسلطاً على كل الصحافيين الجزائريين. فإذا بالدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم ومدراء المؤسسات الإعلامية تزداد فيما لا تفرغ المحاكم منها. وقد لاحظنا في الفصل الأول من العام 2009 قبيل الانتخابات الرئاسية ازدياد عدد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد منشورات مستقلة ولا سيما منشورة عمر بلهوشات، مدير نشر جريدة الوطن. وبالرغم من نهاية احتكارها لقطاع الصحافة في العام 1989 الذي سمح لعدة صحف بأن تبصر النور، إلا أن الحكومة الجزائرية لا تزال تحتفظ بسيطرتها على الطباعة والنشر. صحيح أن الخبر والوطن تمكنتا من إنشاء مؤسسة مستقلة تتولى إدارة مطبعتين ونظام توزيع مستقل (مؤسسة الجزائر للطباعة والنشر الصحافي)، لكن الصحف التي لا تصدر منشوراتها في المطابع الوطنية تبقى نادرة. ولم يساهم إنشاء وزارة الاتصال في تموز/يوليو 2008 مجموعة من الشركات إلا في تعزيز سيطرة الدولة على هذا الميدان. وبالتالي، يعدّ هذا النظام كفيلاً بالحد من أي هامش تحرّك قد تستفيد منه الصحف الراغبة في إلقاء نظرة انتقادية على المجتمع والحياة السياسية الجزائرية. وينطبق الوضع نفسه على توزيع الصحف: باستثناء الخبر والوطن اللتين نجحتا في إرساء شبكة مستقلة، لا تزال الصحف الأخرى تعتمد على شركات التوزيع التابعة للدولة. فضلاً عن ذلك، تحتفظ السلطات الجزائرية بسلاح اقتصادي إضافي ضد متمرّدي الصحافة الخاصة عبر احتكارها للقطاع الإعلاني. فمنذ نيسان/أبريل 1968، تتولى الوكالة الوطنية للنشر والإعلان المنشأة في كانون الأول/ديسمبر 1967 توزيع إعلانات الإدارات والشركات وفقاً للخطوط الافتتاحية المنتهجة، مخصصةً أموالها للصحف المقرّبة من النظام أولاً. ولا يزال القطاع المرئي والمسموع في قبضة السلطة منذ العام 1963. ولا تتوانى السلطات الجزائرية عن حظر نشر الصحف الدولية في الجزائر باستمرار. ففي بداية نيسان/أبريل 2009، تعرّضت المنشورات الفرنسية الثلاث لكسبرس وماريان وجورنال دو ديمانش للحجب عشية الانتخابات الرئاسية. وفي السابع من آذار/مارس 2009، حظر توزيع أسبوعية أفريك ماغازين بتهمة الإساءة إلى القيم الوطنية تماماً كما العدد 2991 من أسبوعية لكسبرس بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2008 بتهمة الإساءة إلى الإسلام. وفي أيار/مايو 2008، منع توزيع العدد 2469 من جون أفريك في الجزائر.
Publié le
Updated on 18.12.2017