استهداف صحفيين بسبب تغطيتهم لمظاهرات ضد الفساد

تدين مراسلون بلا حدود أعمال العنف المُرتكبة ضد الصحفيين الذين يغطون المظاهرات المناهضة للفساد في العراق. فقد  سُجلت عدة اعتداءات جسدية من قبل مجهولين أو مسؤولين محليين منذ 31 يوليو\\تموز 2015، حيث تهتز البلاد على وقع حركة احتجاجية شعبية منذ ذلك الحين. يتعرض الصحفيون الذين يقومون بتغطية المظاهرات المناهضة للفساد في العراق - من العاصمة إلى جنوب البلاد - للاعتداء الجسدي ومختلف أشكال الترهيب الأخرى على يد مسؤولين محليين وأشخاص مجهولين هَمُّهم الوحيد هو كبح المواكبة الإعلامية لتلك الأحداث بهدف ثني المتظاهرين عن الاحتجاج. وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط والمغرب العربي في منظمة مراسلون بلا حدود، إنه من واجب السلطات الحرص على تمكين الصحفيين من ممارسة مهنتهم بحرية ودون مضايقات، سواء على يد مسؤولين محليين أو أشخاص مجهولين، مطالِبة في الوقت ذاته السلطات العراقية بضرورة إجراء تحقيقات شاملة ومحايدة لمحاكمة المسؤولين عن التهديدات والاعتداءات التي تطال الصحفيين، مع العمل على مكافحة الإفلات من العقاب. فوفقاً لمرصد الحريات الصحفية، ادعى بعض المعتدين انتماءهم لفصائل مسلحة مرتبطة بهيئة الحشد الشعبي، وهي قوات شبه عسكرية ذات أغلبية شيعية، فيما نفى متحدث باسم هذه الهيئة كل تلك المزاعم، ليظل الغموض يكتنف مسألة انتماء تلك العناصر. هذا وقد نددت نقابة الصحفيين في البصرة، ومعها بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق (يونامي)، بأعمال الترهيب التي شهدتها المدينة، حيث وثقت مراسلون بلا حدود ما لا يقل عن 20 حالة عنف ضد الصحفيين، تتراوح بين التهديدات الهاتفية والاعتداءات الجسدية. ففي 4 أكتوبر\\تشرين الأول 2015، ذكر موقع سكايبريس الإخباري في بيان أصدره أن موظفيه تعرضوا لتهديدات متكررة من خلال اتصالات هاتفية وفي الشارع كذلك، بسبب تغطيتهم للمظاهرات المناهضة للفساد. وفي سبتمبر\\أيلول 2015، تلقى زياد محمد حسين، الصحفي الرياضي العامل في قناة الشرقية نيوز، لتهديدات بالقتل في أعقاب تقرير أنجزه عن الفساد الإداري في بعض المرافق الرياضية. أما في بغداد، فتنهال الاعتداءات على العديد من الصحفيين الذين يتم إرسالهم لتغطية المظاهرات التي مازالت متواصلة على قدم وساق. فقد تعرضت معدات قنوات البغدادية ومدى والشرقية للإتلاف أو المصادرة في أغسطس\\آب الماضي على أيدي رجال بالزي المدني، وذلك على مرأى ومسمع قوات الأمن التي ظلت مكتوفة الأيدي في معظم الحالات. وفي 15 أغسطس\\آب 2015، تمت مصادرة المعدات التي كانت في حوزة مراسل قناة هنا بغداد، أحمد العبدي، وطاقمه الفني أثناء محاولة تصوير المظاهرات التي شهدتها مدينة كربلاء. وأكد الصحفي أن المعتدين وجهوا له تهديدات قبل انتزاع المعدات بعنف. هذا ويعم القلق حتى في أوساط الإعلاميين الذين ينددون بالانتهاكات التي تطال زملاءهم، كما هو الشأن بالنسبة لـحيدر المنصوري، مدير نقابة الصحفيين في البصرة، الذي تعرض للعديد من التهديدات بالقتل منذ أن أعلنت النقابة في أغسطس\\آب الماضي دعمها للصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات. يُذكر أن العراق يشهد حركة احتجاج شعبية ضد الفساد منذ 31 يوليو\\تموز 2015. فرغم اعتماد بعض الإصلاحات لمكافحة الفساد في 11 أغسطس\\آب 2015، إلا أن المتظاهرين يطالبون بإصلاح نظام القضاء على وجه التحديد. يُذكر أن العراق يقبع في المركز 156 (من أصل 180 بلداً) على جدول تصنيف 2015 لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود مطلع هذا العام.  
Publié le
Updated on 16.04.2019