استمرار قمع الحريات الإعلامية في البحرين 

المراسلون والمصوّرون الفوتوغرافيون وغيرهم من الكوادر التي تعمل على توفير الأخبار لا يزالون عرضة لطيفٍ متنوع من العقبات والمصاعب في البحرين، بما في ذلك المضايقات والتحقيق والاعتقال والتعذيب والمحاكمة بتهم ملفقة. يواجه نبيل رجب الذي يرأس مركز البحرين لحقوق الإنسان احتمالية العودة للسجن في 15 مارس/آذار حيث من المنتظر ان تصدر المحكمة قرارها بالاستئناف الذي تقدّم به ضد حكم بسجنه 6 أشهر بناء على مزاعم بإهانة قوات الأمن في تغريدات له. يأتي ذلك بعد تبرئته سابقاً من اتهامات بنشر تغريدات اتهم فيها بالتشهير في العام 2012، وتم إطلاق سراحه في مايو/أيار 2014 بعد عامين من الاعتقال بسبب اتهامات بالمشاركة في تجمع غير قانوني وتحريض آخرين على القيام بالمثل. كما تم الحكم على مصوّر الفيديو جعفر عبد النبي مرهون بالسجن المؤبد في 24 فبراير/شباط بسبب دوره المزعوم في تفجير حاجز تفتيش للشرطة في 16 ديسمبر/كانون الأول 2013 نتج عنه جرح شرطي. تم اعتقال مرهون بعد عشرة أيام من الهجوم، وبحسب عائلته، تعرّض للتعذيب على يد مديرية التحقيقات الجنائية طيلة أربعة أيام قبل أن يتم نقله إلى عيادة تابعة لوزارة الداخلية ومن ثم إلى سجن الحوض الجاف الذي أمضى فيه 14 شهراً من الاعتقال الذي سبق المحاكمة، ثم تم نقله إلى سجن جو بعد إصدار الحكم. مصور الفيديو محمد النجار تم اعتقاله من قبل شرطة مكافحة الشغب أثناء تغطيته لمظاهرة في منطقة الديه غرب المنامة في 23 فبراير/شباط. تم إطلاق سراحه عقب ذلك بعدة ساعات بعد ضربه وإهانته والاستيلاء على سترته ونظاراته. كانت هناك عدة جلسات في محاكمة المصور الفوتوغرافي عمار عبد الرسول في إطار الاستئناف الذي تقدم به ضد حكم بسجنه عامين صدر في 28 أكتوبر/تشرين الأول، وستُعقد الجلسة المقبلة في 1 أبريل/نيسان. تم اعتقال عمار عبد الرسول الحاصل على 81 جائزة دولية، في 25 يوليو/تموز 2014 بعد أن اقتحم عناصر أمن باللباس المدني منزله في قرية العكر وصادروا آلتي تصوير وهاتفاً محمولاً. تم اتهامه بالمشاركة في تجمع غير قانوني بينما كان يحضر إحدى الشعائر الدينية في الليلة نفسها. تُدين منظمة مراسلون بلا حدود هذا الاضطهاد الممنهج للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والتدهور الأخير في أجواء حرية الإعلام في البحرين. وفي هذا الصدد، قالت المديرة المساعدة في شعبة البرامج لدىالمنظمة فرجيني دانغل: نطالب السلطات القضائية بالإفراج عن عمار عبد الرسول وكافة الأشخاص الذين يعملون في مجال الإعلام وتم اعتقالهم بشكل عشوائي. نحثّ كذلك السلطات البحرينية على إيقاف ضغطها المباشر وغير المباشر على كل من يتجرّأ بنقل معلومات تختلف عمّا هو مصرّح به رسمياً. تلقى المصور الفوتوغرافي أحمد الفردان، الحاصل على جوائز دولية عدة، حكماً بالسجن 3 أشهر نتيجة اتهامات بالتظاهر بشكل غير قانوني. تم اعتقاله أول الأمر في ديسمبر/كانون الأول 2013 ليتم إطلاق سراحه بعد أسبوعين، وهو الآن خارج السجن بموجب كفالة تبلغ قيمتها 100 دينار بانتظار نتيجة الاستئناف الذي تقدّم به والذي سيتم اتخاذ القرار بشأنه في 13 ديسمبر/كانون الأول 2015. عمل الفردان مع وكالات تصوير نورفوتو وديموتيكس وسيبا وتم اعتقاله من منزله في أبو صيبع (غرب المنامة) حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم 26 ديسمبر/كانون الأول. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها منظمة مراسلون بلا حدود، فقد تعرّض للضرب عند اعتقاله. تم تعليق عمل قناة العرب الإخبارية، التي تبثّ من البحرين، بعد ساعات من إطلاقها في 2 فبراير/شباط إثر إجرائها مقابلة مع شخصية معارضة في أولى نشراتها الإخبارية. وفي 9 فبراير/شباط، قالت هيئة شؤون الإعلام إن القناة لم تحصل علىالتراخيص اللازمة لبدء البثّ من البحرين. لا تزال غادة جمشير، الكاتبة والمدونة والناشطة المدافعة عن حقوق المرأة، تحضر جلسات محاكمتها بخصوص عشرة اتهامات مختلفة بعد إطلاق سراحها في 15 ديسمبر/كانون الأول عقب السجن لثلاثة أشهر بتهمة التشهير على خلفية تغريدة تشجب الفساد في مستشفى الملك حمد الجامعي. تلقت جمشير استدعاءً للمثول في مقر إدارة التحقيقات الجنائية يوم 9 سبتمبر/أيلول، حيث أوضح مركز الخليج لحقوق الإنسان أنها مُنعت من الظهور في وسائل الإعلام البحرينية، علماً أن موقعهاالإلكتروني لا يزال محجوباً منذ عام 2009. كما مُنعت ثلاثة مراسلات صحفيات ـ ريم خليفة من وكالة أسوشيتد برس، وفريشتا سعيد من وكالة رويترز، ونزيهة سعيدـ من حضور جلستي محاكمة ظهر فيها أمين عام جمعية الوفاق المعارضة في 28 يناير/كانون الثاني و25 فبراير/شباط. كما طُلب من المصور الفوتوغرافي عيسى ابراهيم، الذي يعمل لحساب صحيفة الوسط عدم التقاط أي صور ومغادرة المكان. تم اعتقال المصورين الفوتوغرافيين مصطفى ربيع وأحمد زين الدين في سبتمبر/أيلول، وظهرا أمام المحكمة، إلى جانب مصوّر فوتوغرافي ثالث هو حسام سرور، في 26 فبراير/شباط ليواجهوا اتهامات بمهاجمة رجال الشرطة والمشاركة في تجمع غير قانوني. وسيكون هناك جلستي استماع في المحكمة جديدتان في 23 و24 مارس/آذار. خسر مصوّر الفيديو قاسم زين الدين دعوى الاستئناف التي تقدّم بها في 25 فبراير/شباط، ويمضي حالياً عقوبة بالسجن 3 سنوات في سجن جو حيث تم اتهامه بالتخريب في سجن الحوض الجاف بعد اعتقاله في أغسطس/آب 2013. تم تغريم الناشط الإلكتروني يعقوب سليس بمبلغ 200 دينارفي 20 فبراير/شباط فيما يتعلق بتغريدة نشرها في 31 أغسطس/آب 2014 (واحتجز للأمر ذاته ليوم واحد) وانتقد فيها توجيه الجنود للتصويت لمرشحين محددين في الانتخابات البرلمانية. تم في 22 فبراير/شباط إطلاق سراح حميد القدمي، مصوّر فيديو يعمل لصالح جمعية الوفاق المعارضة، بعد اعتقاله أثناء تصوير مظاهرة في منطقة البلاد القديم، حيث أمضى أسبوعاً في السجن. ينتظر المصور الفوتوغرافي المعتقل حسام سرور جلستي استماع في 23 و24 مارس/آذار حيث يواجه تهم مهاجمة الشرطة والقيام بتفجيرات والمشاركة في تجمع غير قانوني. تم اعتقاله في 4 سبتمبر/أيلول وفي 30 سبتمبر/أيلول 2014 حُكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة الاعتداء على موظف عام والمشاركة في مظاهرات وحيازة مواد قابلة للاشتعال. يبلغ سرور من العمر 17 عاماً فقط، ويمضي فترة حكمه في سجن جو. أحمد الموسوي هو مصوّر فوتوغرافي مشهور، معتقل منذ 10 فبراير/شباط 2014 وتتم محاكمته بتهم توفير بطاقات هاتف محمول (SIM) للمتظاهرين. ستُعقد جلسة الاستماع التالية في محاكمته في 29 مارس/آذار. تم إطلاق سراح المدوّن نادر عبد الإمام في 15 يناير/كانون الثاني عندما خففت محكمة الاستئناف عقوبته الأصلية من 6 إلى 4 أشهر، أي أقل من المدة التي أمضاها أصلاً في السجن منذ اعتقاله بتهمة إهانة رمز ديني عبر تويتر. أسقطت الحكومة في 31 يناير/كانون الثاني الجنسية البحرينية عن الصحفي عباس بوصفوان والكاتب علي الديري والمدوّن علي عبد الإمام و72 بحرينياً آخر دون توجيه اتهامات أو محاكمة أي منهم. ورغم أن حق الإنسان بجنسيته معترف به دولياً، إلا أن السلطات البحرينية تستخدم إسقاط الجنسية كعقوبة لمن يوجّهون انتقادات جريئة ولردع المعارضة. تطالب منظمة مراسلون بلا حدود السلطات بإلغاء قرارها هذا وإيقاف المضايقات التي تقوم بها تجاه الصحفيين والمدونين لانتقادهم الحكومة والأسرة المالكة. كان حسين حبيل، المصور الفوتوغرافي الصحفي الذي تلقى في أبريل/نيسان 2014 حكماً بالسجن 5 سنوات، بانتظار الحصول على علاج طبي في المستشفى، إلا أن المسؤولين في سجن جو رفضوا نقله إلى المستشفى لحضور جلسات العلاج أو عندما استدعت الحاجة. غاب حبيل عن جلستي علاج، وهو بحاجة ماسة لمقابلة طبيب بشكل عاجل بسبب نفاذ دوائه لعلاج ارتفاع ضغط الدم. اعتقلت وزارة الداخلية 9 بحرينيين في 27 يناير/كانون الثاني بتهمتي إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاستهزاء بوفاة ملك السعودية عبد الله. الجلسة المقبلة في محاكمتهم ستكون في 16 مارس/آذار. استهدفت الشرطة بشكل متعمد مراسلين يقومون بتغطية سلسلة من المظاهرات في منطقة بلاد القديم. ورغم أنهم يرتدون سترة تظهر عليها بوضوح علامة صحافة، إلا أنه تم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والشوزن (طلقات بندقية الرش)  نحو المصور الفوتوغرافي في وكالة EPA مازن مهدي عدة مرات خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في 1 و2 و4 يناير/كانون الثاني. وقد أصيب صحفيان من وكالة رويترز والمصور الفوتوغرافي حمد محمد ومصور الفيديو عامر محمد في 5 يناير/كانون الثاني. ورغم أنهما يرتديان سترة تظهر عليها بوضوح علامة صحافة، تمت إصابة محمد بقنبلة غاز مسيل للدموع بشكل مباشر في 30 يناير/كانون الثاني، وكذلك الأمر بالنسبة للمصور الفوتوغرافي لوكالة الصحافة الفرنسية محمد الشيخ. تم اعتقال سيد باقر الكامل، وهو مصور فوتوغرافي نال 44 جائزة دولية، أثناء مغادرته البلاد عبر جسر الملك فهد متجهاً إلى المملكة العربية السعودية في 9 ديسمبر/كانون الأول، وتم احتجازه ليومين. وكان قد اعتُقل قبل ذلك لمدة يومين في مارس/آذار 2014. تحثّ منظمة مراسلون بلا حدود السلطات البحرينية على إجراء تحقيق جديّ بالتعذيب الذي تعرّضت له الصحافية نزيهة سعيد في مايو/أيار 2011. قامت الوحدة الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بإعادة فتح القضية، وقامت باستجواب الصحفية مجدداً في أكتوبر/تشرين الأول وطلبت منها في نوفمبر/تشرين الثاني تحديد هوية من قاموا بتعذيبها. تم استدعاء المصور الفوتوغرافي محمد العريبي إلى مقر إدارة التحقيقات الجنائية في 29 أكتوبر/تشرين الأول وقيل له إنه سيواجه الاعتقال والتعذيب في حال لم يصبح مُخبراً. قدم شكوى ضد ضباط في إدارة التحقيقات الجنائية الذين قاموا بتعذيبه بعد اعتقاله في فبراير/شباط 2014، لكن لم يتم الاستماع للشكوى حتى الآن. يُذكر أن البحرين احتلت المركز 163 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2015.
Publié le
Updated on 16.04.2019