اختطاف الصحافيين: ممارسة تتحوّل إلى عملة رائجة

موازاة مع اختطاف ثلاثة صحافيين أجانب، في غضون اثنتي عشرة ساعة بمحافظة حلب، تبدي منظمة مراسلون بلا حدود انشغالها من تكرر اختطاف الإعلاميين، أجانب كانوا أم سوريين. وتذكِّرُ المنظمة أن أربعة صحافيين أجانب لا يزالون مفقودين و/أو في قبضة مختطفيهم. كما تناشد مراسلون بلا حدود الأفراد الذين يحتجزونهم لإطلاق سراحهم، وتنبِّه إلى أنه وفقا للقانون الدولي يتعيّن على مختلف أطراف النزاعات أن لا تستهدف الإعلاميين. كما تدعو المنظمة من السلطات السورية أن تطلق سراح 36 صحافيا ومواطنا إلكترونيا سوريا معتقلين حاليا.

في الثاني والعشرين من شهر يناير / كانون الثاني الجاري، اختطفت عصابات إجرامية مسلحة شمال سوريا كلا من الصحافي المكسيكي تيموريس غريكو والمراسل المجري بالينت زلانكو والمصوِّر الإسباني أندوني لوباكي، بينما كانوا متوجهين رفقة سائق-مترجم وحارس شخصي إلى منطقة دار عزة في ريف حلب حيث اندلعت معارك في اليوم السابق. وقد تم تحريرهم بعد اثنتي عشرة ساعة. اقرأ شهادة بالينت زلانكو، المنشورة في صحيفة (ذي دايلي بيست).

وتُذكِّر مراسلون بلا حدود أن أربعة صحافيين أجانب لا يزالون إلى اليوم في عداد المفقودين و/أو محتجزين لدى خاطفيهم.

  • أوستن تايس – صحافي أمريكي، مفقود منذ 170 يوماً

يشتغل أوستن تايس متعاونا مع الواشنطن بوست، الجزيرة الإنجليزية وماك كلاتشي. اختفى يوم 13 أغسطس / آب 2012 عندما كان يغطي الأحداث في ريف دمشق. في السادس والعشرين من شهر سبتمبر / أيلول 2012، ظهر على شريط فيديو في الإنترنت وهو في قبضة جهاديين. وكان ذلك الدليل الوحيد على وجوده حيا منذ اختفائه، لكن دون أية إشارة إلى مكان وجوده حاليا، ولا إلى الهوية الحقيقية لخاطفيه أو طبيعة مطالبهم.

  • كوشنيفا آنخار – صحافية أوكرانية، اختُطفت قبل 113 يوماً

تتعاون كوشنيفا آنخار مع عدد من وسائل الإعلام الروسية، خاصة كمترجمة. لقد تم اختطافها يوم 9 أكتوبر / تشرين الأول 2012 من طرف فصيل تابع للجيش السوري الحر. وقد أكدت تعرضها للاختطاف يوم 9 أكتوبر / تشرين الأول، في اتصال هاتفي. في الثامن من شهر نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، تم بث شريط فيديو ظهرت فيه الصحافية وهي تدعو السلطات الأوكرانية والروسية والسورية إلى تلبية طلبات خاطفيها. في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر / تشرين الثاني، تم نشر شريط فيديو ثانٍ صوّره خاطفوها. في هذا الفيديو تؤكد الصحافية أنها كانت تعمل مترجمة لحساب الاستخبارات الروسية والسورية. من المحتمل أن تكون هذه الاعترافات قد صدرت عنها تحت الإكراه.

في بداية شهر ديسمبر / كانون الأول، نُشر على شبكة الإنترنت بيان يكون صدر عن خاطفي الصحافية، يطلبون فيه من الحكومتين الأوكرانية والروسية تلبية مطالبهم قبل يوم 13 ديسمبر / كانون الأول 2012، وإلا فسيتم إعدام كوشنيفا آنخار. منذ ذلك الحين لم نتوصل إلى أي خبر يخص الصحافية.

  • بشار فهمي القدومي، صحافي أردني، مفقود منذ 163 يوماً

اختفى بشار فهمي القدومي، الذي يشتغل لحساب قناة الحرة، في حلب يوم 20 أغسطس / آب 2012. وكان زميله جونيت أونال قد صرّح بعد تحريره أن بشار قد أصيب في البطن برصاص قناص تابع للجيش السوري الحر.

اختُطِف جيمس فولي ، الذي كان يتعاون مع عدد من وسائل الإعلام ومنها وكالة الصحافة الفرنسية، موقع غلوبل بوست الإخباري وقنوات تلفزيونية أمريكية، يوم 22 نوفمبر / تشرين الثاني 2012 قرب بلدة تفتناز (في محافظة إدلب) من طرف أربعة رجال مسلحين برشاشات كلاشنيكوف، أطلقوا في ما بعد سائقه ومترجمه. ولم تتلق عائلته أي خبر عنه ولم تتبن أية جهة مسؤولية اختطافه إلى اليوم. عائلة الصحافي التي كانت قررت التزام الصمت، قررت يوم 2 يناير / كانون الثاني 2013 تعميم الخبر من خلال إطلاق حملة من أجل إطلاق سراحه. وقد أطلق والد الصحافي نداء إلى مختطفيه، جاء فيه: نريد أن يكون جيم آمنا وأن يعود إلى البيت، أو على الأقل أن نتمكن من التحدث إليه وأن نعرف إن كان بخير. رجاءً، اتصلوا بنا حتى نتمكن من العمل سويّا من أجل تحريره.

على صعيد آخر، هناك حاليا 18 صحافيا و18 مواطنا إلكترونيا سوريًّا على الأقل رهن الاعتقال.

وتأسف مراسلون بلا حدود على تسجيل حالات وفاة جديدة في صفوف الإعلاميين: فقد قُتِل صحافي وثلاثة مواطنين إلكترونيين منذ منتصف شهر يناير / كانون الثاني. الصحافي الرياضي محمد عبد الرحمن، اغتيل رميا بالرصاص داخل منزله في دمشق، يوم 25 يناير / كانون الثاني 2013، مع أربعة أفراد من عائلته. وتشير المعلومات التي حصلت عليها المنظمة، إلى أن أمجد السيّوف وحسين القادري، وهما مناضلان إعلاميان، قد قُتلا يوم 18 يناير / كانون الثاني الجاري بقذيفة صاروخية أصابتهما بينما كانا منهمكين في إرسال معلومات ومقاطع فيديو عبر الأقمار الصناعية في إحدى مزارع بلدة سقبا بريف دمشق الشرقي. أحمد أسد الشهاب كان قد تعرّض للتصفية يوم 15 يناير / كانون الثاني 2013، عندما اقتحمت قوات نظام بشار الأسد قريته، في محافظة حمص. فقد قطع رجال رأسه وعلقوا جسده على شجرة. بسام فواز الزعبي قُتل هو الآخر رميا بالرصاص يوم 13 يناير / كانون الثاني، عندما كان منهمكا في تغطية المواجهات بين الجيش النظامي والثوار في طفس، قرب درعا (جنوب سوريا).

منذ بداية الانتفاضة في مارس / آذار 2011، قُتل ما لا يقل عن 22 صحافيا و55 مواطنا إلكترونيا بسبب عملهم في جمع المعلومات ونشرها.

Publié le
Updated on 16.04.2019