احتجاز صحفي صحراوي في انتظار المحاكمة

تعرب مراسلون بلا حدود عن بالغ قلقها إزاء اعتقال واحتجاز الصحفي والناشط محمود الحيسن مراسل تلفزيون البوليساريو في مدينة العيون (الصحراء الغربية). وقد مثل الصحفي الصحراوي يوم 21 يوليو\\تموز أمام قاضي التحقيق، الذي من المزمع أن يعلن قراره خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن تأكيد التهم الموجهة إلى محمود الحيسن أو تبرئة ساحته.

في يوم 4 يوليو\\تموز 2014، طوق عدد كبير من سيارات الشرطة منزل الصحفي والناشط الصحراوي محمود الحيسن، في وسط مدينة العيون، حيث أُلقي عليه القبض واقتيد إلى مكان مجهول. فخلال 48 ساعة، لم تتوفر أي معلومات عن مكان اعتقاله، إلى أن كشفت جمعيات حقوقية محلية أنه نُقل إلى سجن لكحل في العيون، حيث يُتَّهم رسمياً بـالمشاركة في تجمهر مسلح وعرقلة السير ومواجهة أفراد القوة العمومية وإتلاف الممتلكات العامة.

 وأعرب العربي مسعود، الكاتب العام  لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان(كوديسا)، عن تشكيكه في صحة الرواية الرسمية المغربية، معتبراً أن سبب الاعتقال راجع بالأساس إلى التغطية التي قام بها محمود الحيسن للمظاهرات السلمية التي نظمها بعض الصحراويين في مدينة العيون يوم 30 يونيو\\حزيران بالتزامن مع مباراة كرة القدم بين الجزائر وألمانيا في إطار كأس العالم البرازيل 2014، إذ سرعان ما تحول ذلك التجمع إلى مناسبة لإطلاق شعارات سياسية نادى من خلالها بعض المشاركين باستقلال الصحراء الغربية، قبل أن تتدخل الشرطة بعنف لتفرقهم. وأوضح المسؤول في المنظمة الحقوقية الصحراوية أن تقرير محمود الحيسن - الذي بثه تلفزيون الجمهورية الصحراوية - سلط الضوء على العنف المفرط الذي ميَّز تدخل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين الصحراويين.

وفي هذا الصدد، قالت فرجيني دانغل، نائبة مديرة الأبحاث في منظمة مراسلون بلا حدود، لقد اتصلنا بوزارة الاتصالات مراراً يوم 10 يوليو\\تموز، ولكن دون جدوى. إننا ندعو السلطات المغربية لتوضيح دوافع اعتقال محمود الحيسن. كما أن تناقض الروايات المختلفة حول أسباب احتجاز الصحفي والناشط تقودنا إلى التساؤل عما إذا كانت هذه القضية نابعة من اعتبارات سياسية.

كما تُذكِّر منظمة مراسلون بلا حدود أن اعتقال صحفي بسبب أنشطته المهنية يشكل انتهاكاً لما تعهد بها المغرب من التزامات دولية في مجال احترام حرية الإعلام. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على السلطات المغربية فتح تحقيق بشأن ادعاءات محامي محمود الحيسن، الذي أشار إلى تعرض موكله لسوء المعاملة أثناء الاعتقال.

هذا وقد ذكرت أسرة محمود الحيسن أن الوكيل العام أحاله على السجن المحلي غداة اعتقاله ,كما أوضحت هيئة الدفاع أنها شاهدت آثار التعذيب بادية على جسمالصحفي الصحراويالمعتقل. وفي تصريح لمنظمة مراسلون بلا حدود، أفاد الأمين العام لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان أن ضباط الشرطة هددوا محمود الحيسن خلال جلسة الاستماع.

وبدورهم، أدان أعضاء اتحاد الصحفيين والكُتاب الصحراويين بشدة اعتقال زميلهم، كما حثوا السلطات المغربية على إطلاق سراحه.

يُذكر أن مقر تلفزيون الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يقع في مخيم السمارة للاجئين الصحراويين، بالقرب من بلدة تندوف الجزائرية، حيث تأسست القناة في عام 2009 من قبل جبهة البوليساريو الساعية إلى استقلال الصحراء الغربية، التي توجد تحت السيطرة المغربية منذ عام 1975.

Publié le
Updated on 16.04.2019