إطلاق منصة "مبادرة الثقة في الصحافة" بهدف فتح عهد جديد لموثوقية وسائل الإعلام وشفافيتها واستدامتها

  • تطلق مراسلون بلا حدود منصة جديدة تهدف إلى الوقوف على مصادر المعلومات الجديرة بالثقة ومكافأتها.    
  • يمكن لوسائل الإعلام استخدام التطبيق الرقمي للتحقق من مدى امتثال عملها التحريري لأفضل الممارسات.    
  • تمثل هذه المبادرة نقلة نوعية ومبتكرة في مكافحة المعلومات التضليلية.   

تطلق منظمة مراسلون بلا حدود اليوم، 18 مايو/أيار 2021، المنصة الرقمية لمبادرة الثقة في الصحافة، التي تشكل أداة شفافية غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز الصحافة الجديرة بالثقة.


وتنطوي هذه الأداة في جوهرها على توفير آلية للتقييم الذاتي، والتي من شأنها أن تتيح للمنابر الإعلامية إمكانية التحقق من جودة ممارساتها الصحفية وتحسينها وتعزيزها، وذلك بهدف خلق بيئة إعلامية أكثر نزاهة، حيث سيكون من الممكن الوقوف على مدى موثوقية المعلومات، وهو ما من شأنه أن يساعد على استعادة ثقة عموم الناس في وسائل الإعلام.


تقوم مبادرة الثقة في الصحافة على سلسلة من المعايير التي وضعتها مراسلون بلا حدود، بالتعاون مع أكثر من 130 منظمة وممثلين عن قطاع الإعلام والدوائر الأكاديمية والهيئات التنظيمية وشركات التكنولوجيا والجهات المعنية بتطوير وسائل الإعلام، علماً أن اللجنة الأوروبية للتوحيد القياسي قد نشرت الإطار المرجعي المعتمد لهذه المبادرة، التي أصبحت متاحة الآن على شكل تطبيق تفاعلي عبر شبكة الإنترنت.


ويتوزع العرض الذي تقدمه منصة مبادرة الثقة في الصحافة على ثلاث مراحل. ففي الخطوة الأولى، تكون المؤسسة الإعلامية المنخرطة في العملية مطالبة بإجراء تقييم ذاتي عبر التطبيق الإلكتروني، وهو تقييم يشمل عملية تحقق داخلي من مدى الامتثال للشروط والأحكام المنصوص عليها في الإطار المرجعي. وبعد ذلك، هناك خيار نشر نتائج التقييم الذاتي ومشاركته عبر المنصة على شكل تقرير حول الشفافية. أما الخطوة الأخيرة فهي عبارة عن تدقيق خارجي يتم على إثره إنجاز تقييم مستقل من قبل هيئة اعتماد مرخص لها. وبعد إكمال هذه الخطوات الثلاث بنجاح، تُعتمد المؤسسة الإعلامية ضمن العملية ومن ثم تُمنح ملصقاً خاصاً بمبادرة الثقة في الصحافة.  


وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، "في ظل فوضى المعلومات التي تعم حالياً، تحظى الأخبار الكاذبة والدعاية وخطاب الكراهية بأسبقية على الصحافة. وهذا له عواقب سلبية على المتلقي، إذ يحد من قدرته على اتخاذ قراراته بناءً على حقائق، كما أن له تبعات وخيمة على استدامة الصحافة. إذا أردنا الخروج من هذه الدوامة، فيجب علينا عكس الاتجاه من خلال تشجيع الصحافة عبر آلية شفافية موثوق بها. ومن هذا المنطلق، فإن مبادرة الثقة في الصحافة هي خطوة لتغيير قواعد اللعبة من خلال جعل الامتثال للمعايير المهنية رصيدًا ملموسًا، وبالتالي ضماناً لاستدامة الصحافة". 


اللقاح الأنجع ضد المعلومات التضليلية


تأتي مبادرة الثقة في الصحافة استجابة لضرورة مكافحة الانتشار المقلق للمعلومات التضليلية في السنوات الأخيرة. فوفقاً لنتائج مقياس إيدلمان 2020، أكد نحو 74٪ من مستخدمي الإنترنت أنهم قلقون بشأن ظاهرة المعلومات التضليلية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يلجأ 64٪ منهم إلى وسائل الإعلام للوصول إلى معلومات موثوقة. ومن خلال عرض مدى جودة عملها، فإن مبادرة الثقة في الصحافة تمنح المنابر الإعلامية الفرصة لتلبية تطلعات المواطنين من جهة، وتوسيع نطاقها وزيادة مصادر إيراداتها من جهة ثانية. فبالإضافة إلى كونها منصة لتحقيق هذه الأهداف، تتيح هذه الأداة الفريدة لوسائل الإعلام إمكانية تقديم دليل على امتثالها "لمعيار" مبادرة الثقة في الصحافة.


من جانبه، قال فنسنت بيرين، رئيس الرابطة العالمية للصحف، "إن أزمة الثقة التي تواجه الصحافة ووسائل الإعلام هي أزمة حادة إلى درجة أن أي مبادرة تنطوي على عمليات تحريرية نزيهة وتساعد على خلق مسافة أمان بين وسائل الإعلام المهنية ومقدمي المعلومات التضليلية هي خطوة مرحب بها... فسواء اكتفت وسائل الإعلام بتقييم ذاتي بسيط لعملياتها التحريرية من خلال تطبيق مبادرة الثقة في الصحافة أو اختارت إمكانية الحصول على الشهادة الكاملة، فإن استخدام معايير الشفافية والنزاهة سيساعد في الوقوف على المنابر الجديرة بالثقة".


تمكين المؤسسات الإعلامية وطمأنة المتلقي 


تتطلب مكافحة المعلومات التضليلية تدخل المتلقي، وكذلك الشركات والمعلنين والموزعين، من أجل التمييز بين المصادر الموثوقة ذات الجودة والمعلومات المشكوك في صحتها. وتقوم مبادرة الثقة في الصحافة بهذا التمييز من خلال آلية معيارية شفافة يمكن قراءتها عبر الخوارزميات.


ويأتي إطلاق هذا التطبيق الرقمي، الذي تم الإعلان عنه اليوم، بعد مرحلة تجريبية تمكن خلالها نحو 50 منبراً إعلاميًا من اختبار كل جانب من جوانب الأداة. ومن بين المؤسسات الإعلامية المشاركة في العملية سي بي إس/راديو كندا وقنوات فرنسا التلفزيونية وسويس إنفو ومجموعو شيبستيد وتييمبو أرخنتينو ودير شبيغل وإذاعة كولورادو العامة وإيكونوميديا (بلغاري) وذي واير (الهند).


وفي هذا السياق، قال نويل كوران، المدير العام للاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي، "من الضروري أن يثق المتلقي بالمعلومات، ومع ذلك فإن ظهور المعلومات التضليلية ينطوي على خطر تقويض الأخبار بشكل دائم. ولذلك قدم الاتحاد الأوروبي للبث الإذاعي والتلفزي على الفور دعمه الكامل لمبادرة الثقة في الصحافة، حيث شارك العديد من أعضائه في عملية التقييس للتأكيد على الموثوقية وإطلاع الجمهور على مصادر المعلومات التي يمكن الوثوق بها. ذلك أن إتاحة هذه المعايير الآن للمؤسسات الإعلامية في مختلف أنحاء العالم ستخلق ثقلًا موازنًا قويًا في عالم تغمره الأخبار الزائفة".


اعتبارًا من اليوم، يمكن لأي منبر إعلامي المشاركة في هذه المبادرة عبر الإنترنت، وذلك من خلال أداة مبادرة الثقة في الصحافة المتوفرة الآن باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، حيث يمكن إنشاء ملف تعريف للتقييم الذاتي. 


يمكن لمهنيي قطاع الإعلام المهتمين اكتشاف المزيد عن عملية مبادرة الثقة في الصحافة، التي تتكون من ثلاث خطوات، من خلال حضور ندوة عبر الإنترنت مقررة في 7 يونيو/حزيران، حيث سيتم تقديم نبذة عن الأداة بمشاركة ممثلي وسائل الإعلام الذين شاركوا في المرحلة التجريبية، والذين سيشاركون مع الحضور تجربتهم في هذه المبادرة.


يُذكر أن مبادرة الثقة في الصحافة تأسست بالشراكة بين المفوضية الأوروبية ومؤسسة كريغ نيومارك الخيرية، وهي مبادرة متعددة التخصصات وواسعة النطاق تهدف إلى تحسين المهنية والشفافية في فضاء الإعلام والاتصال.


إذا كان لديكم أي استفسار متعلق بوسائل الإعلام أو للتسجيل في الندوة عبر الإنترنت، يرجى الاتصال بـ: 


سابينا دراستيكوف، [email protected]

+41767304121

Publié le
Updated on 22.06.2021