إسرائيل، لبنان، السلطة الفلسطينية : الحرب مقبرة لحرية التعبير
المنظمة
فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في تراجع مستمر ؛ العالم العربي متأثر بقضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم
يتفاوت وضع حرية الصحافة في نيبال (المرتبة 159) على وقع النزاع الدائر في البلاد منذ عدة سنوات مع أن الثورة الديمقراطية التي هبت في نيسان/أبريل الماضي أدت إلى إعادة اكتساب الحريات الأساسية. فيتوقّع أن تتقدّم نيبال في الترتيب المقبل لحرية الصحافة. تغييرات ملائمة في الأنظمة أحياناً ما يعتبر تغيير رأس الدولة ملائماً لحرية الصحافة. فقد انتقلت هايتي من المرتبة 125 إلى المرتبة 87 في غضون سنتين إثر نفي الرئيس السابق جان - برتران أريستيد في أوائل العام 2004. واليوم، وعلى رغم بقاء اغتيالات الصحافيين فالتة من العقاب، إلا أن حدة العنف الممارس ضد وسائل الإعلام قد تراجعت نسبياً. أما توغو (المرتبة 66) فقد كسبت 29 مرتبة بعد موت جناسنبي إياديما في شباط/فبراير 2005، وتسلّم نجله مقاليد السلطة، وبذل الجهود للمصالحة بالتعاون مع المعارضة وبدعم من المجتمع الدولي. في موريتانيا، وضع الانقلاب الذي جرى في آب/أغسطس 2005 حداً للرقابة المفروضة على الصحافة المحلية. فقد انتقل البلد من المرتبة 138 في العام 2004 إلى المرتبة 77 محققاً أحد تقدّماً ملحوظاً في الترتيب. تحسّن ملحوظ في شمالي أفريقيا، باستثناء تونس تحسّن الوضع في الجزائر والمغرب اللذين بدت السلطات فيهما أكثر تساهلاً مع الصحافة من الأعوام السابقة. كذلك، تمكّنت منظمة مراسلون بلا حدود من التوجه، للمرة الأولى منذ تأسيسها، إلى ليبيا للقاء بعض المسؤولين فيها. أما تراجع الخطوط الحمراء التي فرضها القصر الملكي وانفتاح المشهد الإعلامي فسمحا للمغرب (المرتبة 97) بكسب 23 مرتبة نسبةً إلى العام الماضي على رغم الحكم على المجلتين الأسبوعيتين تيل كيل Tel Quel ولو جورنال إيبدو Le Journal hebdo بدفع غرامات فادحة إثر إدانتهما بالقذف. كذلك، كسبت الجزائر (المرتبة 126) وليبيا (المرتبة 152) 3 و10 مراتب على التوالي في الترتيب العالمي. ومع أن الصحافيين الجزائريين عرفوا هدنة إثر العفو الرئاسي الجزئي الذي أصدره عبد العزيز بوتفليقة في تموز/يوليو 2006، إلا أنهم لم يشهدوا إدخال أي إصلاح هيكلي لتحسين وضع حرية الصحافة. وفي ليبيا، سمحت السلطات للمواطنين ببلوغ المعلومات بسهولة كبرى ولا سيما عبر الإنترنت والفضائيات العربية والأجنبية. ولكن حكومة معمّر القذافي لا تزال تلجأ إلى القمع لإسكات الأصوات الناقدة. أما في تونس (المرتبة 148)، فتشكل مصادرة الصحف، وصرف الموظفين، وتعليق الرواتب خبز الصحافيين اليومي. وفي هذا الإطار، تعدّ القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي نظمت في هذا البلد في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 مسخرة فعلية لا سيما أن أجهزة الاستخبارات لم تفارق الصحافيين الأجانب أبداً، حتى أنه في اليوم السابق لافتتاح القمة، أوسعت السلطات أحد الصحافيين في صحيفة ليبراسيون Liberation ضرباً وطعناً، ونكّلت بفريق عمل التلفزيون البلجيكي أر تي بي أف RTBF وبصحافيين من تي في 5 TV5. قمع مستمر في إيران وسوريا والمملكة العربية السعودية لا تزال الدول نفسها صامدة في آخر الترتيب. ففي المملكة العربية السعودية (المرتبة 161)، وسوريا (المرتبة 153)، وإيران (المرتبة 162)، لا تزال الصحافة المستقلة غائبة تماماً في حين أن وسائل الإعلام المرخص لها تشكل أجهزة للبروبغاندا وأن القادة يمارسون نفوذاً لا مثيل له على الإعلام عبر تحديد خطوطاً حمراء ينبغي عدم تخطّيها. فلا تزال الرقابة الذاتية الوسيلة الأمضى لحماية العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي مع الإشارة إلى أنه نادراً ما يحصل الصحافيون الأجانب على تأشيرات سفر. دول جديدة تنضم إلى نادي الدول التي تحترم حرية التعبير ظهر بلدان للمرة الأولى في المراتب العشرين الأولى. البلد الأول هو بوليفيا (المرتبة 16) بحيث أن الصحافيين البوليفيين استفادوا في خلال السنة المنصرمة من حرية شبيهة بتلك التي يحظى بها النمساويون والكنديون. إلا أن انقسام وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بين مؤيد للرئيس إيفو مورالس ومعارض له قد يعقّد الوضع. أما البلد الثاني فهو البوسنة والهرسك (المرتبة 19) التي تتابع تقدّمها البطيء منذ نهاية الحرب في يوغوسلافيا السابقة. واليوم، يتصرّف هذا البلد بشكل أفضل من جيرانه الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل اليونان (المرتبة 32) وإيطاليا (المرتبة 40). لا بدّ من الإشارة إلى أن غانا (المرتبة 34) تقع في المركز الرابع في المحيط الأفريقي بعد بنين (المرتبة 23) وناميبيا (المرتبة 26) وجزر موريس (المرتبة 32). فمع أن الصحافة في غانا تعمل في ظروف اقتصادية صعبة إلا أنها تمكّنت من تجاوز التهديدات التي تمارسها السلطات عليها. في النهاية، تنعم باناما بوضع سياسي هادئ ومناسب لإنشاء جو إعلامي حر ودينامي، ما أدى إلى اكتسابها حوالى 30 مركزاً بالنسبة إلى العام الماضي. لإعداد هذا الترتيب، طلبت منظمة مراسلون بلا حدود من شركائها من المنظمات (14 جمعية للدفاع عن حرية التعبير تنتشر في القارات الخمس)، ومن 130 مراسلاً ينتمون إلى شبكتها، ومن صحافيين، وباحثين، وقانونيين، ومناضلين في سبيل حقوق الإنسان، الإجابة على 50 سؤالاً بغية تقييم وضع حرية الصحافة في مختلف البلدان. وقد شمل الترتيب 167 دولة وحسب لغياب المعلومات عن الدول الأخرى.
Publié le
Updated on
18.12.2017