مراسلون بلا حدود تعتبر أن إسرائيل تقدم حججاً واهية لتبرير منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة

تمنع السلطات الإسرائيلية الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة منذ أكثر من أسبوع. وإذ تستنكر مراسلون بلا حدود عرقلة التغطية الإعلامية للنزاع بهذه الطريقة، فإنها تدعو إلى فتح الحدود فوراً.

منعت سلطات المعابر الحدودية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء 12 مايو/أيار، الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة حتى إشعار آخر. وجاءت هذه الخطوة بعد بدء قصف الجيش الإسرائيلي لغزة رداً على هجمات حماس الصاروخية على إسرائيل في أعقاب الاشتباكات بين فلسطينيين ومستوطنين والشرطة الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية. لكن السلطات الإسرائيلية لم تعدل عن هذا القرار منذ ذلك الحين.


وإذ يعيق هذا الحظر التغطية الإعلامية للنزاع، فإنه يحول دون اطلاع الرأي العام الدولي على ما يحدث على أرض الواقع، بقدر ما يؤكد الشكوك حول رغبة إسرائيل في فرض تعتيم إعلامي على التفجيرات التي تنفذها قواتها المسلحة. ذلك أن إغلاق الحدود أمام الصحفيين الأجانب تزامن مع استهداف مكاتب نحو عشرين مؤسسة إعلامية محلية وإقليمية ودولية، وهو الاستهداف الذي قوبل بإدانة شديدة من منظمة مراسلون بلا حدود، ناهيك عن تعرض الصحفيين الفلسطينيين للقصف خلال عملهم الميداني وتدمير منازل عدد منهم في الأيام الأخيرة.


وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، "يبدو أن تدمير مكاتب وسائل الإعلام ومنع دخول المراسلين الأجانب إلى قطاع غزة يكشف رغبة السلطات الإسرائيلية في إخفاء واقع ما يجري هناك"، مضيفاً أن مثل هذه العمليات "تحول دون إثبات الصحافة الدولية لما يقع من حقائق على أرض الواقع وتقوض بشكل خطير التغطية الإعلامية المتوازنة لنزاع مدمر يذهب ضحيته السكان المدنيون. ومن هذا المنطلق، تدعو مراسلون بلا حدود إلى رفع الحظر المفروض على دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، وهو ما يعد انتهاكًا واضحًا لحرية الصحافة. كما أن الحجج التي تقدمها إسرائيل هي حجج واهية، فليس من حق حكومة هذا البلد أن تقرر باسم الصحفيين ما إذا كانوا يريدون الذهاب إلى غزة أم لا. ولذلك نحن نحث السلطات الإسرائيلية على السماح للصحفيين الأجانب بدخول القطاع".


عندما تُصبح وسائل الإعلام أداة في أيدي الحكومات


في ظل حظر دخول قطاع غزة، تعجز وسائل الإعلام الدولية على التحقق من مدى صحة المعلومات المتداولة، مما يجعلها عرضة للوقوع في فخ التضليل الإعلامي. فعندما أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي أنه سيشن عمليات برية في غزة، تناقل الخبر عدد من وكالات الأنباء والصحف الدولية، قبل أن يتم نفيه في غضون ساعتين. ودفع هذا الإعلان حماس إلى حشد مقاتليها في شبكة من الأنفاق، التي قصفها سلاح الجو الإسرائيلي بعد ذلك، مما أثار موجة استنكار عارمة في أوساط العديد من وسائل الإعلام التي اعتبرت أنها استُخدمت كأداة في هذه العملية.


يُذكر أن إسرائيل تحتل المرتبة 86 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.

Publié le
Mise à jour le 19.05.2021