كردستان العراق: اتهام ثلاثة صحفيين بالتجسس

تطالب مراسلون بلا حدود بالإفراج الفوري عن المراسلين العراقيين الأكراد الثلاثة الذين قد يُحاكَمون بتهمة "تقويض الأمن القومي"، التي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.

جاء احتجاز شيروان شرواني وغهدار زيباري وأياز كرم‎ في إطار موجة الاعتقالات التي أطلقتها حكومة إقليم كردستان. وبحسب ما أفادت به العديد من وسائل الإعلام المحلية، مثُل الصحفيون المستقلون الثلاثة لأول مرة أمام محكمة أربيل الجزائية يوم الاثنين 15 فبراير/شباط بتهمة "تقويض الأمن القومي"، لكن محاكمتهم أُرجئت إلى أجل غير مسمى، للسماح بإجراء مزيد من التحقيقات.


أُلقي القبض على‎ شروان شرواني في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وغهدار زيباري وأياز كرم في 22 من الشهر ذاته، وذلك في سياق طغى عليه توتر شديد. ففي إطار الحراك الشعبي الذي هز كردستان العراق احتجاجاً على الإدارة الاقتصادية لأزمة كوفيد-19 من قبل حكومة الإقليم، تناقل الصحفيون الثلاثة أصداء الشارع من خلال حساباتهم وصفحاتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، منددين بتأخر السلطات في دفع أجور الموظفين ومستنكرين في الوقت ذاته الفساد المستشري في هياكل الدولة.


من جهتها، أشارت حكومة إقليم كردستان إلى الصحفيين والنشطاء المعتقلين في الأشهر الأخيرة، دون ذكر أسمائهم. ففي مؤتمر صحفي بتاريخ 10 فبراير/شباط 2021، اتهم رئيس الوزراء مسرور بارزاني بعض المحتجزين بأنهم "عملاء لمخابرات أجنبية" مضيفاً أن آخرين كانوا "مسلحين ويتآمرون لتفجير مبان ومهاجمة مواطنين أجانب"، وهي التهم التي يعاقب عليها بالسجن المؤبد. وفي الوقت نفسه، شدد رئيس حكومة إقليم كردستان على أن هذه الأخيرة "تدعم الصحافة وحقوق الصحفيين بكافة أشكالها"، فيما دعا إلى حماية القطاع من "الأنشطة غير المشروعة التي تتم تحت راية الصحافة".


وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، "ندعو حكومة إقليم كردستان إلى إطلاق سراح الصحفيين وإسقاط التهم الموجهة إليهم. إذا قالت حكومة إقليم كردستان إنها تدعم الصحفيين وتحترم حقوقهم، فيجب أن توافق على السماح لهم بالتطرق إلى جميع القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام، بما في ذلك المسائل الأكثر انتقادًا لسياستها الحالية، ولاسيما في سياق لوباء كوفيد-19".


في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، ناشدت مراسلون بلا حدود ومنا لحقوق الإنسان منظمة الأمم المتحدة من أجل وضع حد لما يطال شروان شيرواني من احتجاز تعسفي وتعذيب، مع الدعوة إلى إجراء تحقيق محايد ومستقل حول اختفائه القسري والانتهاكات التي تعرض لها في الحجز منذ اعتقاله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


يُذكر أن العراق يقبع في المرتبة 162 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2020

Publié le
Updated on 16.02.2021