مراسلون بلا حدود تسلط الضوء على الصحفيين ضحايا الاحتجاز التعسفي في سجون النظام السعودي
بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، تُذَكِّر مراسلون بلا حدود بحالات الصحفيين الآخرين الذين مازالوا قابعين في سجون المملكة، حيث لا يقل عددهم عن 30 فاعلاً إعلامياً. وفي هذا الصدد، تُسلط المنظمة الضوء على هؤلاء الضحايا الذين يرزحون تحت وطأة نظام قضائي يلفه الكثير من الغموض وتشوبه العديد من الشوائب ويسوده الإجحاف والتعسف.
تم اغتيال جمال خاشقجي بعدما ضم صوته إلى الأصوات الناقدة للنظام الحاكم في السعودية، علماً أن سجون المملكة تعج حالياً بما لا يقل عن 30 من الصحفيين وكُتَّاب الرأي والمدونين الآخرين، الذين يقبعون وراء القضبان لنفس الأسباب: مقالاتهم وكتاباتهم وتدويناتهم، بل وأحياناً مجرد نشر تغريدات ناقدة يجعلهم عرضة للاعتقال والاحتجاز والحبس.
فبعد فترة وجيزة من اغتيال خاشقجي، يُرجَّح أن يكون الصحفي تركي الجاسر قد توفي تحت وطأة التعذيب، وذلك وفقاً لما أفادت به بعض وسائل الإعلام المحلية، علماً أن السلطات السعودية لم تنف ذلك حتى الآن. أما الداعية والمقدم التلفزيوني علي العمري الذي يُعتبر من ضمن التيار الإسلامي المعتدل فهو يواجه حكم الإعدام بتهمة "تشكيل منظمة شبابية لتحقيق أهداف تنظيم سري إرهابي داخل المملكة".
هذا وقد طالت حالات الاحتجاز التعسفي العديد من الرموز الإعلامية على مدى السنوات الأخيرة، ليس فقط في عهد الملك سلمان، بل أيضاً تحت حُكم العاهل السابق الملك عبد الله، كما هو الشأن بالنسبة للصحفي-المواطن رائف بدوي، الذي حُكم عليه في 2012 بالسجن لمدة 10 سنوات بالإضافة إلى 1000 جلدة بتهمة "إهانة الإسلام". كما طالت الاعتقالات كثيراً من الأسماء الأخرى في خضم الحملة القمعية الشرسة التي أطلقها ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان في خريف 2017.
ومنذ ذلك الحين، تزايدت أعداد المحتجزين مع تضاعف موجات الاعتقالات. ففي مارس/آذار 2018، تم القبض على ثلاث نساء – صحفية وكاتبة مقالات رأي ومدوِّنة – وجميعهن من الأصوات المدافعة عن قضية المرأة، حيث اتُّهمن بـ"الاعتداء على أمن المملكة واستقرارها" وإقامة "اتصالات مشبوهة مع جهات أجنبية". هذا وقد أُفرج مؤقتاً عن اثنتين منهن، إيمان النجفان وهتون الفاسي، لكن هذه الاتهامات لا تزال موجهة إليهما مادامت المحاكمة قائمة.
كما يوجد ضمن المحتجزين صحفيان أجنبيان مختفيان قسراً، ويتعلق الأمر بكل من اليمني مروان المريسي والأردني عبد الرحمن فرحانة، إذ مازال أقاربهما يجهلان مصيرهما حتى الآن.
أما الصحفي والشاعر فايز بن دمخ، فلا يزال في عداد المختفين منذ أن انقطعت أخباره فجأة في سبتمبر/أيلول 2017 عندما كان على وشك إطلاق قناة إخبارية من الكويت، علماً أن تقارير صحفية محلية أفادت بأنه قد تعرض للاختطاف وتم تسليمه إلى المملكة العربية السعودية حيث تم الزج به في السجن.
سجنوا قبل 2017
.