12 مارس/آذار، اليوم العالمي لمكافحة الرقابة الإلكترونية: الحرية الجانبية، "واحدة من أكبر عمليات الالتفاف على أساليب الرقابة في العالم"

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الرقابة الإلكترونية، الذي تم إحداثه بمبادرة من مراسلون بلا حدود، تُعلن المنظمة أن عمليتها المعنونة "الحرية الجانبية" ساعدت حتى الآن في الالتفاف على أساليب الرقابة التي طالت أكثر من 100 موقع إعلامي في 32 دولة، أي بزيادة قدرها 20% خلال عام واحد.

منذ أن أطلقتها مراسلون بلا حدود عام 2015، تتواصل عملية "الحرية الجانبية" على قدم وساق، مساهِمة في الالتفاف على أساليب الرقابة التي تطال وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، حيث تمكنت من رفع الحجب المفروض على 100 موقع إخباري عبر الإنترنت خلال العام الماضي، وذلك بزيادة قدرها 20%. 

وتقوم عملية الحرية الجانبية على "تقنية المرآة"، وهي آلية تتيح فك الرقابة الإلكترونية، حيث تُطلق نسخة متزامنة للموقع المحجوب على مواقع خدمات الاستضافة، مع تحديث محتواها بشكل آني. وفي إطار جهودها الرامية إلى التكيُّف مع تطور تقنيات الرقابة، تعمل مراسلون بلا حدود منذ أغسطس/آب 2023 على وضع تطبيق الحرية الجانبية تحت تصرف وسائل الإعلام التي تحظى بوسائل تكنولوجية ملائمة لهذا البرنامج، مما يتيح لها إمكانية الوصول إلى الجمهور عبر مواقع يتم إنشاؤها بـ"تقنية المرآة" في منصات الاستضافة التي توفرها المنظمة. 

فحتى الآن، أنشأت مراسلون بلا حدود 480 موقعاً على خوادمها مما ساهم في فك الرقابة الإلكترونية على 100 من المنابر الإعلامية المحجوبة، وهي المبادرة التي استفادت منها وسائل إعلام روسية رائدة مثل "ميدوزا" و"موسكو تايمز" أمام تعسُّف "روسكومنادزور"، الهيئة الروسية لتنظيم قطاع الاتصالات، التي شدَّدت حملتها القمعية ضد الصحافة المستقلة. 

وتُعد "الحرية الجانبية" عملية مكملة لعمليات أخرى أطلقتها مراسلون بلا حدود لتمكين وسائل الإعلام المستقلة التي اضطرت إلى العمل بالمنفى من التواصل مع الجمهور، مثل باقة قنوات وإذاعات القمر الاصطناعي زفوبودا التي أطلقتها المنظمة في 6 مارس/آذار الجاري لتقديم محتوى إعلامي مستقل للناطقين بالروسية في مختلف أنحاء أوروبا عموماً، وروسيا وبيلاروسيا والأراضي المحتلة في أوكرانيا على وجه الخصوص.

أمام الرقابة المتزايدة على الإنترنت وفي ظل تنامي ظاهرة التضليل الإعلامي، فإن زيادة إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام المستقلة في بلدانها الأصلية أضحت ضرورة مُلحة. وفي هذا الصدد، تُثبت عملية "الحرية الجانبية" سنة بعد أخرى أنها من أكبر آليات الالتفاف على أساليب الرقابة في العالم، علماً أن هذه الزيادة المهمة في أعداد المواقع التي تعمل بتقنية المرآة إنما هي ثمرة الاستثمار الكبير الذي خصَّصته مراسلون بلا حدود لهذا الغرض. ذلك أن "الحرية الجانبية" تتيح فك الرقابة عن المواقع الإلكترونية المحجوبة، بينما تتيح باقة زفوبودا البث الفضائي لمجموعة من القنوات الإذاعية والتلفزيونية.كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود  

الحرية الجانبية تدعم وسائل الإعلام الروسية في المنفى

يواصل موقع ميدوزا الاستفادة من التكنولوجيا التي طورتها مراسلون بلا حدود للوصول إلى جمهوره داخل الأراضي التابعة للاتحاد الروسي، سواء من خلال الموقع أو التطبيق، علماً أنه يُعد المنبر الإخباري المستقل الأكثر شعبية في أوساط الجمهور الروسي، وهو الذي أُنشئ له أول موقع عبر تقنية المرآة في فبراير/شباط 2022 بالتزامن مه اندلاع الحرب في أوكرانيا. وبعد إعلان وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، تلقت مواقع ميدوزا المنشأة عبر تقنية المرآة ما لا يقل عن 15 مليون طلب (حوالي 300 ألف صفحة شوهِدت) في غضون 48 ساعة. 

هذا وقد اكتست مواقع "الحرية الجانبية" أهمية أكبر للالتفاف على أساليب الرقابة التي تفرضها موسكو على شبكة الإنترنت الروسية منذ أن سن الدوما (مجلس النواب) قانوناً يحظر الوصول إلى الشبكات الخاصة الافتراضية الرئيسية اعتباراً من 1 مارس/آذار 2024. 

الحرية الجانبية تفك الرقابة على وسائل إعلام إيرانية وصينية

في عدد من البلدان الأخرى المعادية لحرية الصحافة، تعمل "الحرية الجانبية" على تحرير وسائل الإعلام المحجوبة من أغلال الرقابة الإلكترونية. وفي هذا الصدد، أنشأت مراسلون بلا حدود موقعاً عبر تقنية المرآة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في إيران، بينما وسَّعت نطاق "عملية التحرير" منذ عام 2023  لتشمل مجموعة من المواقع الإخبارية في الصين، التي تُعد من أكثر دول العالم قمعاً للصحفيين والحق في الوصول إلى المعلومات، حيث تمكنت المنظمة من فك الرقابة عن سبعة مواقع جديدة خلال عام 2024، بما في ذلك Women وVoice of Tibet وXinjiang Database، ليصل مجموع وسائل الإعلام الصينية المحرَّرة عبر عملية "الحرية الجانبية" إلى 18 موقعاً إخبارياً حتى الآن. وفي هذا الصدد، أوضحت صحفية من موقع Women (مفضلة عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية) أن "هذه المبادرة أكثر من ضرورية في الصين، حيث لا يستطيع الجمهور الوصول إلى معلومات موثوقة ومستقلة. ومع فك الرقابة المفروضة على المواقع المحجوبة، سيتأتى للجمهور الصيني فهم أفضل للقرارات السياسية التي تؤثر على المواطنين، وهذا من شأنه أن يتيح مراقبة نشاط الحكومة حتى تكون بالفعل في خدمة الشعب".

يُذكر أن منظمة مراسلون بلا حدود تنشر قائمة المواقع المتحرِّرة وتعمل على تحديثها بشكل آني، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع GitHub كلما سمحت الظروف الأمنية بذلك، علماً أن وسائل الإعلام التي ساهمت عملية "الحرية الجانبية" في فك الرقابة عنها خلال الفترة الممتدة بين عامي 2023 و2024 تشمل Belarusninfocus (بيلاروسيا)، وVoice of Tibet وTibet Times وXinjiang Victim Database وAkademiye, Photon Media وWomen (الصين)، فضلاً عن العديد من وسائل الإعلام الغينية التي طالها القمع والتعسُّف خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن بينها Guinée matin وL’Inquisiteur وMosaïque Guinée، ناهيك عن L'Alternative.info في توغو.

Publié le
Updated on 11.03.2024