الولايات المتحدة: مراسلون بلا حدود ترفع شكوى ضد إدارة ترامب دفاعاً عن "صوت أمريكا"

في أعقاب المرسوم الرئاسي الذي وقَّعه دونالد ترامب لحل وكالة "صوت أمريكا" الإعلامية المستقلة المموَّلة من الحكومة الفيدرالية الأمريكية، ضمت مراسلون بلا حدود صوتها إلى صوت موظفي هذا المنبر الإعلامي ونقابتهم لتقديم شكوى ضد وكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي (USAGM)، باعتبارها الوكالة الفيدرالية المشرفة على "صوت أمريكا"، وكذلك ضد كبيرة مستشاري وكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي كاري ليك، ورئيسها التنفيذي فيكتور موراليس. وفي هذا الصدد، تطالب مراسلون بلا حدود بالوقف الفوري لحل "صوت أمريكا"، مع إرجاع موظفيها إلى عملهم على وجه السرعة.
في 14 مارس/آذار 2025، أمَرَ دونالد ترامب بحل وكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي التي تُشرف على مجموعة من وسائل الإعلام المستقلة الرئيسية في البلاد، مثل "صوت أمريكا" (VOA) وإذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي (RFE/RL) وإذاعة آسيا الحرة (RFA). وفي اليوم التالي، تم وقف نشاط موظفي "صوت أمريكا" في انتهاك صارخ لحقوق صحفييها وللمهام القانونية التي أُنيطت بوكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي. وإذ تُعد "صوت أمريكا" من أكثر مصادر الأخبار المستقلة موثوقية في أجزاء كثيرة من العالم، إن لم تكن الوحيدة، فإن هذا القرار القاضي بحلها إنما يقوض بشدة عمل منظمة مراسلون بلا حدود في الدفاع عن الصحفيين وحق عامة المواطنين في الوصول إلى معلومات موثوقة.
"إن الأنظمة الاستبدادية، مثل الكرملين والحزب الشيوعي الصيني، ترحب بقرار حل صوت أمريكا، إذ من الواضح أن الخطوة التي أقدم عليها دونالد ترامب ستُشجِّع على شن حملة أشرس على الصحفيين وحرية الصحافة، مما قد يعرض للخطر موظفي كل من "صوت أمريكا" ومنظمة مراسلون بلا حدود ومراسليهما ومتطوعيهما والمؤيدين معهما. وفي هذا الصدد، يجب أن تتحرك مراسلون بلا حدود لحماية صوت أمريكا وأسرة حرية الصحافة قاطبة".
كلايتون ويمرز
مدير مكتب منظمة مراسلون بلا حدود في الولايات المتحدة
ورغم أنها تُموَل من ميزانية فيدرالية، إلا أنها ظلت دائماً محافِظة على استقلاليتها التحريرية إزاء حكومة الولايات المتحدة، طبقاً لما هو منصوص عليه في القانون الأمريكي للبث الصادر عام 1994، والذي يحظر أي تدخل للمسؤولين الحكوميين في عمل الصحفيين ووسائل الإعلام. هذا وتُعد "صوت أمريكا" أكبر وأقدم هيئة للبث الدولي في الولايات المتحدة، وهي التي تُنتج محتويات رقمية وتلفزيونية وإذاعية بما لا يقل عن 47 لغة، حيث يعمل صحفيوها على إعداد ونشر تقارير في شتى أنحاء العالم ويواجهون تحديات ومخاطر هائلة في سعيهم الحثيث لإبقاء عامة المواطنين على اطِّلاع بما يجري من أحداث، علماً أن 2 منهم يقبعان رهن الاحتجاز حالياً، ويتعلق الأمر بكل من سيثو أونغ مينت الذي اعتُقل عام 2021 بتهمة التحريض على الكراهية وتشويه سمعة الجيش في بورما، و فام تشي دونغ القابع خلف القضبان في فيتنام بعد الحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً.
"إن عمل صوت أمريكا يتيح إبقاء عامة المواطنين والصحفيين المحليين على اطِّلاع بانتهاكات حقوق الإنسان وحالات العنف والمظاهرات وقضايا الفساد، حتى في البلدان الأكثر رقابة على الصعيد العالمي. وفي هذا الصدد، فإن قرار دونالد ترامب ليس قراراً غير قانوني فحسب، بل إنه يشكل أيضاً ضربة لحق الملايين من المواطنين في الوصول إلى معلومات موثوقة، بقدر ما يمثل هدية لا تقدر بثمن لأشرس الوحوش السالبة لحرية الإعلام في العالم. ولذا تفخر مراسلون بلا حدود بقيادة هذه المعركة في المحاكم الأمريكية، من خلال الدفاع عن حق عامة المواطنين في الوصول إلى صحافة مستقلة وموثوقة في جميع أنحاء العالم.
تيبو بروتان
المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود
اهتمام مباشر من منظمة مراسلون بلا حدود
تتمثل مهمة منظمة مراسلون بلا حدود في الدفاع عن صحفيين مثل سيثي أونغ مينت وفام تشي دونغ، وكذلك الآلاف من الصحفيين الذين طُردوا من وظائفهم دون سابق إنذار بعد قرار دونالد ترامب القاضي بحل وكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي. كما تمتد مهمة منظمتنا لتشمل الدفاع عن حق كل مواطن ومواطنة في الوصول إلى معلومات موثوقة. فكلما أدى غياب صوت أمريكا إلى تقويض عمل منظمة مراسلون بلا حدود، كلما عانت هذه الأخيرة والأفراد الذين تدافع عنهم من ضرر يتعذر تداركه، ولذا تسعى المنظمة إلى إيجاد السبل القانونية العاجلة التي من شأنها ضمان حماية سلامة صوت أمريكا.
يُذكر أن الدعوى القضائية رُفعت في محكمة المقاطعة الفيدرالية بمنطقة نيويورك الجنوبية، علماً أن منظمة مراسلون بلا حدود ممثلة في هذه الحالة من قبل صندوق المدافعين عن الديمقراطية، وهي منظمة غير ربحية "تتألف من فريق غير حزبي بهدف العمل مع الحلفاء على الصعيد الوطني والمحلي وعلى مستوى الولايات في جميع أنحاء البلاد، وذلك للدفاع باستمرار عن أسس الديمقراطية".
إن محاولة حل صوت أمريكا ووكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي تشكل هجوماً صارخاً وغير مقبول على حرية الصحافة. ذلك أن الصحافة الحرة والمستقلة هي أساس الديمقراطية، على الصعيدين الوطني والدولي. ونحن فخورون بالشراكة مع منظمة مراسلون بلا حدود وأعضاء التحالف في كفاحنا الضروري للدفاع عن الصحافة الحرة والمستقلة". .
نورمان إيسن
المؤسس المشارك لصندوق المدافعين عن الديمقراطية وعضو مجلس إدارته
يُذكر أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة 55 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته مراسلون بلا حدود خلال عام 2024، حيث تراجعت بعشرة مراكز مقارنة بترتيب عام 2023.